لا يختلف اثنان في الأهمية القصوى للكهرباء في الحياة اليومية للمواطن، سواء بالبادية أو بالمدينة، وأصبح من الصعب تصور ظروف العيش بدونها، كما أن الانارة العمومية بالدواوير قد حملت معها مزايا كثيرة للساكنة، فساعدتها على التنقل الليلي داخل التجمعات بيسر وسهولة، ورفعت عنها المشقة والتعب الذي كانت تكابده في تنقلاتها الليلية، إما للمساجد لأداء صلاة العشاء، أو لحضور الولائم المختلفة فيما بينها في الليل، كما أن الإنارة العمومية عززت بشكل كبير الجانب الأمني بالتجمعات القروية، خاصة مع تصاعد عمليات المداهمات الليلية من طرف عصابات لصوص الماشية، غير أن المدقق للنظر في توزيع المصابيح الخاصة بهذه الخدمة العمومية المسيرة والمؤداة من طرف المجالس الجماعية، يقف حائرا في المعايير والضوابط التي تخضع لها، فيجد دوارا متلألأ بالمصابيح بجوار دوار في ظلام دامس بنفس الجماعة، مما يعني أن الاستفادة من هذه الخدمة العمومية يخضع فقط لمنطق العبث والعشوائية، وتحكمه الولاءات السياسية والحزبية والانتخابية، تشترى بها الدمم، ويعاقب به الناخبون، وكل رئيس مجلس تولى المسؤولية جعله نعمة في يده، يمن بها على من يشاء ، ويحرم منه من شاء، و خير دليل على ذلك ما تعرفه قرية اولاد إيلول التابعة لجماعة اولاد ناصر اقليم الفقيه بن صالح، فالعازل الكهربائي الذي يتحكم في تشغيل و إطفاء مصابيح الإنارة العمومية من المعروف أنه يقوم بعمله بشكل أتوماتيكي و لكن هذا العازل يتم إطفاؤه و تشغيله باولاد ايلول بشكل يدوي و هو دائم الأعطاب و الصندوق الحديدي الذي يحميه من العبث مفتوح على مسراعيه مما يعرض الناس و الاطفال خصوصا الى خطر التعرض الى السعقات الكهربائية او الإتلاف و الصور غنية عن كل شرح، و هو ما حصل ليلة السبت الأحد 02.03/02/2013 فعند اقتراب صلاة العشاء تم سماع فرقعة و تم على إثرها التوقف الكامل لمصابيح الإنارة العمومية و باتت اولاد إيلول في ضلام دامس كما عهدت في الكثير من المرات و لازالت الى حدود الانتهاء من كتابة هذه السطور. فمن المسؤول عن هذا العبت و الاستهتار؟ هل جماعة اولاد ناصر أم سكان اولاد إيلول الذين وضعوا ثقتهم في أشخاص لا يستحقون هذه الثقة أم المكتب الوطني للكهرباء الذي ترك صندوق العازل الكهربائي مفتوح على مصراعيه؟