سعيا منهم إلى الاطلاع عن قرب على الأدوار التي تلعبها الوحدات الصناعية في منطقة الفقيه بن صالح، قام تلاميذ الثانوي التأهيلي في ثانوية التغناري التأهيلية في المدينة بزيارة استطلاعية لوحدة إنتاج الحليب "centralitiére " من اجل التعرف عن قرب على مختلف مراحل إنتاج الحليب، والأدوار الاقتصادية والاجتماعية التي تلعبها هذه الوحدة الإنتاجية في المنطقة. تلاميذ المؤسسة قاموا بهذه الزيارة على دفعتين تضمنت كل واحدة منهما قسم الأولى باكالوريا آداب، في إطار تدعيم ما هو مبرمج في المقرر الدراسي لمادة الاجتماعيات والمتعلق بسياسة إعداد التراب التي تتضمن توزيع الوحدات الصناعية على مختلف المناطق المغربية حسب خصوصية كل منطقة، من أجل المساهمة في خلق رواج اقتصادي وتشجيع أنواع معينة من الأنشطة الاقتصادية، وفي هذا الصدد اطلع التلاميذ عن قرب على كل ما يتعلق بهذه الوحدة، خصوصا وأنه كانت لديهم استفهامات كثيرة حولها بالنظر لارتباطها بالقطاع الفلاحي الذي يشكل النشاط الاقتصادي لأغلب أسر تلاميذ المؤسسة الذين ينحدرون من المناطق المجاورة. إدارة الوحدة الصناعية تجاوبت بشكل إيجابي مع الطلب المقدم لها من طرف إدارة المؤسسة وقامت إدارتها باستقبال التلاميذ من خلال طاقم يترأس مدير الوحدة السيد سعيد العوفي رفقة رؤساء المصالح المختلفة التي تدير الوحدة. برنامج هاتين الزيارتين اللتان استغرقت كل واحدة منهما ساعتين من الزمن، وأشرف على تنسيقهما أستاذ مادة الاجتماعيات سعيد الحاجي بنفس المؤسسة، اشتملتا على عرض نظري من طرف مدير الوحدة الصناعية الذي أعطى نبذة عنها والتطوير الذي عرفته منذ استلامها من طرف شركة حليب تادلة، حيث تحولت إلى أكبر وحدة إنتاجية للحليب في المغرب، كما أشار إلى أن استثمارات كبيرة خصصت من أجل الرفع من طاقتها الإنتاجية وخلق رواج اقتصادي في منطقة اشتغالها التي تمتد حتى قلعة السراغنة من جهة وخنيفرة وخريبكة من جهة أخرى، كما أشار إلى أن الوحدة وحرصا منها على استيعاب كامل إنتاج المناطق المذكورة من الحليب، قامت باستثمار مهم لإنشاء وحدة لتجفيف الحليب تعتبر أكبر وحدة من هذا النوع على صعيد شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مما مكن من استيعاب الحليب الذي يأتي من كافة التعاونيات وتفادي ضياع كميات كبيرة منه نظر لضعف الطاقة الإنتاجية كما كانت يحدث سابقا. وقد أعقب عرض مدير الوحدة مجموعة من الأسئلة التي طرحها التلاميذ على مستوى الأدوار التي تلعبها في المنطقة، وفي هذا الصدد أكد رئيس مصلحة الموارد البشرية في الوحدة أنها توفر ما بين 500 و700 منصب شغل قار، إضافة إلى الفلاحين المرتبطين بالوحدة عن طريق التعاونيات، مما يجعلها تبلغ رقم حوالي 18 ألف فلاح مرتبط بها. ومن أكثر الأسئلة التي تم طرحها بإلحاح على الطاقم المسير للوحدة تلك المتعلقة بتصريف ومعالجة مخلفاتها والروائح الكريهة المنبعثة منها، حيث قام رئيس مصلحة البيئة وحفظ الصحة بالوحدة بتقديم شروحات مستفيضة حول هذه النقطة خصوصا وأن تلاميذ المؤسسة وأطرها يعانون باستمرار من هذا المشكل، وأكد المسؤول على أن الوحدة قامت باستثمار مهم من أجل إنشاء وحدة لمعالجة مخلفات المعمل وتشتغل وفق المعايير القانونية المعمول بها، مؤكدا على أن استمرار انبعاث الرائحة يتطلب الحد منه تضافر جهود متدخلين آخرين وأن الوحدة مستعدة للمساهمة من جانبها في هذا السياق. بعد هذا العرض النظري في قاعة العروض بالوحدة قام التلاميذ مقسمين إلى مجموعات صغيرة يشرف على كل واحدة منها أحد تقنيي الوحدة، بجولة ميدانية عبر مختلف مرافقها والتعرف على مختلف العمليات التي يمر منها الحليب منذ دخوله إلى الوحدة حتى خروجه جاهزا في العلب نحو المستهلك، كما قاموا بالاطلاع على محطة معالجة مخلفاتها، وتخللت هذه الجولة الميدانية أسئلة مختلفة من طرف التلاميذ على مرشديهم من أجل الحصول على معلومات أكثر حول كل مرحلة على حدة، لتختتم الجولة بكلمة ختامية من طرف مدير الوحدة الذي أكد على ترحيبه بتلاميذ المؤسسة واستعداده لاستقبال زيارات مماثلة مستقبلا.