جمعية أحواش تاكيوت تمنح الجبل دفء الطبول ومتعة الفرح الاحتفالي في جوار تاكيوت كان اللقاء ومن كل أرجاء الجبل الآهلة كان الحضور، من أيت عباس ،تامارووت،تاغيا،تُسليت،بل حتى من طنجة والعرائش واكادير...إلى آخر الأمكنة التي هاجر إليها أهل البلدة قصرا . هي ذات القامات التي تماثلت مع هامات الجبل واسترقت منه عناده ، هي ذات السواعد التي طوعت تضاريس النسيان للوقوف في وجه الزمن . هي ذات الأقدام المدربة على رقصة أحواش ، تقف في يوم الأحد 15 ابريل في وقت مستقطع للاستراحة من تعب الصياح لفك العزلة عن الجبل واحو ازه ،الأقدام ذاتها متعبة من الخطو في مسالك الوحل والأحجار المسننة ، في ذات اليوم ضمدت نذوبها لتمنح لهذا اليوم طعم الفرح والاحتفال دون استجداء من أحد . هي ذات العيون المغمورة بالفرح والأمل تدق الطبول بنفس العزم الموروث عن أجداد كطيوة الأشاوس يوم توحدت في مواجهة الاستعمار. بعزيمة الراغب في إثبات الذات كان اللقاء ، حرارة الاستضافة فاقت برودة الطقس في ذلك اليوم المشهود ، عم التضامن كل المكان ،وخففت على الناس ضغط الدم الذي نظمت عملية قياسه جمعية الأمل لمرضى داء السكري من الفقيه بن صالح ، هذا إلى جانب قياس السكر في الدم . أحد العقلاء فسر ارتفاع الضغط لدى أهل البلدة بمشاعر التهميش الممارس عليهم جراء العزلة المطلقة التي تتعرض لها بلدات المنطقة. مع ذلك ، أصر المنظمون والحاضرون على الاحتفال بالتراث الأمازيغي من أجل تكريس الوحدة وتثبيت خصائصه المحلية والانتماء.حضر الأستاذ محمد أهرموش ليحدث الناس عن شعرهم الأمازيغي وتقاطعاته الطبيعية مع فن القول العالمي ، في مواضيعه وأغراضه ، تعمد أن يكون حديثه بسيطا وسلسا يتحدث بلغة الناس ويخاطبهم بشعرهم ، لذا كان التلقي تفاعليا مع امديازن الحاضرين اكتشف الجميع أن التراث هو رداء الأرض التي يخطون عليها والهواء الذي يتنفسونه ومبرر كينونتهم لهذا يستحق الانتماء. بنفس الحماس تزينت فرقة أحواش ، وشكلت من فسيفساء الجلباب الأبيض ومجادل الخناجر الحمراء لوحة متناسقة منسجمة مع الفراغات البنية للسفوح الجبلية ومساحات الزرع الخضراء . فكانت الرقصات أيقونة دالة على أهل ادرار من بلدة تاكيوت في جماعة واولى بأزيلال.محمد بوغنيم بدوره لم يتخلف عن الحضور ، رجل متقدم في السن بقدر حسرته على فنه ورقصة بوغنيم التي اشتهرت بها ايت بوكماز وايت عباس ، وقلقه على ضياع هذا التراث ، بقدر كل هذه التخوفات ، كان هذا الفنان يوزع على الحاضرين لذة الاستمتاع مما تبقى من انغام القصبة الجبلية وايقاعات البنادير الحماسية . لم يكن الاحتفال ممزوجا بالابتذال كما أراد البعض من القائمين على الشأن المحلي ، بل مؤطرا بشعار التراث الامازيغي المحلي كدعامة للتنمية . لهذا ما انفك أعضاء التعاونية المحلية للصيد في بحيرة سد الحسن الأول يؤكدون أهمية فك العزلة وتجهيز الطريق لربط قراهم بالمحيط الخارجي ، فأثناء استجوابهم من طرف القناة الامازيغية التي خضرت اللقاء ، كل تصريحاتهم توحدت حول نقطة واحدة مفادها أن لا جدوى من تحصيل منتوج السمك في غياب طريق صالحة لتسويقه و حتي لإسعاف مريض أو حامل كثيرا ما اختطفها الموت في منتصف مخاض الولادة، فمن يحمي الحياة بكل أبعادها في جبل تواق إلى الأمل في التنمية المجالية؟