في إطار إحياء التراث الفني عموما وفن أحواش خصوصا، ومن أجل نفض الغبار عن هذه الفرجة التراثية وتثمينها، باعتبارها شكل احتفالي متجذر في المجتمع المغربي، استطاع ضمان استمراريته عبر قرون عديدة دون المس بجوهره الوظيفي والقصدي، رغم التغييرات التي طالته، تنظم جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية والمحافظة على التراث مهرجان "أسايس" بمدينة تيزنيت أيام 07 – 08 – 09 و10 غشت 2008، تحت شعار: "رقصة أحواش: الغنى والتنوع" ووعيا منها بأهمية رقصة أحواش، إذ تقترن بلحظات الفرح التي يحييها سكان القرى والقبائل، كالأعياد الدينية والوطنية والمواسم والحفلات الاجتماعية وغيرها من المناسبات التقليدية، وخلالها تبرز ظاهرة التكافل والتآزر المميز للمجتمع القروي عامة، عمدت الجمعية إلى التفكير في تنظيم هذا المهرجان، واعتباره مناسبة لرد الاعتبار وإحياء تراث فني، كانت الأغلبية تعتبره فقط فولكلورا أو بهرجة. والجمعية بتفكيرها في هذه المبادرة واتخاذها هذه الخطوة، فذلك نابع من قناعتها بمدى أهمية فن أحواش ومدرسة أسايس، التي تخرج منها كبار رواد الفن الأمازيغي خصوصا والمغربي عموما. ويعتبر فن أحواش في الجنوب المغربي خصوصا وباقي مناطق شمال إفريقيا عموما، بمثابة الأب الروحي للأشكال الاحتفالية والغنائية المعروفة. واختصاره في شكل فلكلور أو تبخيس قيمته الفنية والدلالية، يعتبر جحودا وإنكارا لحق هذا الموروث الثقافي والفني الأصيل، والذي مازال محتفظا بمكانته في قلوب عشاقه ومحبيه. وسيعرف المهرجان مشاركة فرق من أحواش تنتمي إلى مدارس وأنماط ومناطق مختلفة من جهة سوس ماسة درعة، وأربع سهرات فنية كبرى يشارك مجموعة من كبار الفنانين المغاربة، من بينهم عموري مبارك، جيل جيلالة، مجموعة أرشاش، مجموعة تودرت، الفنان سعيد الزروالي، حميد إنرزاف، بنات أودادن، مجموعة إمديازن. المهرجان لا يهتم فقط بالجانب الفني، بل يجمع بين الفن والثقافة والتراث والرياضة، دون إغفال الجانب الاجتماعي الذي هو العصب الرئيسي الذي من أجله خلقت الجمعية، ولهذا الغرض ستعرف فعالياته تنظيم ندوة فكرية حول موضوع "رقصة أحواش، علامات ورموز" للوقوف على تاريخ أحواش ودلالاته الفنية والثقافية والسوسيواقتصادية، والتعابير المختلفة والأشكال الإبداعية وخصوصيات كل نوع من أنواع ورقصات أحواش، بالإضافة إلى ورشات فنية وأنشطة رياضية، وسهرة تراثية لتنظيم عرس تقليدي.