لا زالت قضية الجثة المتفحمة داخل شاحنة محترقة تسترعي باهتمام الرأي المحلي بأفورار ، حيث تم اكتشاف شاحنة محترقة وداخلها جثة متفحمة في المكان المخصص للنوم خلف كرسي القيادة صبيحة يوم الجمعة الماضي 13 يناير 2012 مركونة بمحاذاة الطريق الرئيسية الرابطة بين جماعة أفورار وبلدية أزيلال، على مقربة من البئر الجماعي الذي يستغله سكان دوار «أنفك» لجلب الماء ووسط مساحة خالية يتخذها أبناء الدوار ملعبا رياضيا لهم . هذا وقد تم إبلاغ الدرك الملكي وقائد مركز أفورار حيث حضرا إلى موقع "الجريمة" وعاينوا الحادثة لتلتحق بهم فرقة من الشرطة العلمية ببني ملال حوالي الساعة العاشرة والنصف للإشراف على إجراءات التحقيق حيث قامت بجمع كل ما تبقى من الجثة المتفحمة ليبعث بها إلى المركز الوطني للتشريح بالدارالبيضاء . كما تم الاتصال بمركز تسجيل السيارات بالرباط للتعرف على مالك الشاحنة وعنوانه التي كانت تحمل رقم 8 ب 36746 ، و أسفرت التحقيقات مساء نفس اليوم عن التوصل إلى هوية صاحب الشاحنة ، والذي يدعى "عبد المالك لفضالي"، ينحدر من دوار "أيت واقدير" بجماعة مولاي عيسى بن ادريس بأيت عتاب وهو متزوج وأب لستة أبناء، أحدهم مهاجر بالديار الإسبانية. صاحب الشاحنة حسب تصريح أحد المقربين منه للبوابة يتاجر في المتلاشيات "ferraille" غادر منزله المتواجد بأولاد عياد بني ملال يوم الأربعاء 11 يناير 2012 في اتجاه العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء ، ليعود منها مساء يوم الخميس حيث احتسى كأس شاي عند أحد أصدقائه بمدينة الفقيه بن صالح حيث أخبره بوجود مرافقين له بالشاحنة الشيء الذي يمنعه من المبيت عنده ، ليتم في اليوم الموالي اكتشاف جثة متفحمة يعتقد أنها لصاحب الشاحنة على بعد حوالي كيلومتر من مدينة أفورار . وحسب شهادات بعض ساكنة دوار " أنفك " فقد سمع دوي قوي حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل يعتقد أن تكون بسبب انفجار الإطارات المطاطية للعجلات الأمامية للشاحنة . وفي إطار التحقيقات التي تقوم بها عناصر الدرك الملكي بأفورار بمعية بعض المخبرين تم الاشتباه في بعض الشباب من ذوي السوابق العدلية بالمنطقة أحدهم خرج من السجن في الأيام القليلة الماضية بسبب ضلوعه في سرقة سيارة داس بها إحدى السيدات وهو ( ع . م ) حيث قضى عقوبة حبسية مدتها سنتين سجنا نافدا ، والآخر ( ع . ب ) حيث تواترت أخبار الشارع الفوراري حول قيام أحد المشتبه بهما ليلة الحادثة بشراء البنزين من أحد البائعين له بالتقسيط و هو ملطخ بالدماء وهو الشيء الذي جعل الشكوك تحوم حوله ، وكلا المشتبه بهما في عقدهما الثاني انقطعوا عن الدراسة من السلك الثانوي الإعدادي حيث كانا يتابعان دراستهما بثانوية أفورار الإعدادية . هذا وقد اختفى المشتبه بهما السالفي الذكر عن الأنظار منذ وقوع الحادث الجمعة الماضية ، وقد صدرت مذكرة بحث وطنية في حقهما . وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات في الأيام المقبلة نتمنى ويتمنى معنا جميع المواطنين والمواطنات العمل على كشف ملابسات هذه الجريمة الشنعاء التي اهتز لها سكان أفورار ، وأن لا تسجل ضد مجهول كما هو الشأن بالنسبة لكثير من جرائم القتل التي جرت تفاصيلها بمدينة أفورار ، دون أن تتمكن الجهات المختصة من كشف خيوطها وملابساتها ، لتبقى هوية مرتكبيها مجهولة لحدود الساعة لا يعلمها إلا الله ومقترفوها .