يعتبر يوم الأحد الثامن من يناير 2012 يوما مخالفا عن باقي الأيام الأخرى بالنسبة للمعطلين بالمغرب بصفة عامة و بالنسبة للمعطلين بالفقيه بن صالح بصفة خاصة . و ذلك بسبب موعد المباراة الني أعلنت عنها وزارة الداخلية في أواخر السنة الماضية و الني تقضي بتشغيل 360 شاب و شابة من حاملي شهادة الإجازة عبر التراب الوطني. و قد عرفت هذه المباراة مقاطعة واسعة في صفوف المعطلين. ففي مدينة الفقيه بن صالح أقدم حوالي 800 مجاز معطل ينتمون إلى كل من جمعية الكرامة للمجازين المعطلين بإقليم الفقيه بن صالح , مجموعة الأفق بسوق السبت و مجموعة الصمود بأولاد عياد على تنظيم مسيرة حاشدة برفقة عائلاتهم تجاه مراكز اٌلإمتحان . فقد رددت عدة شعارات رافضة لمباراة وزارة الداخلية من قبيل : لا لا و نقول لا – لا و لا للمباراة , مقاطعين مقاطعين – حتى تحيد الوساطة – حتى تحيد الوجهيات – حتى نكونو بحال بحال , يا مغربي يا مغربي يا مغربية – المباراة عليك و عليا مسرحية . و قد جابت هذه المسيرة كلا من ثانوية الكندي و ا لإعدادية الثانوية لابن خلدون و ثانوية بئرانزاران . و تم تطويق مختلف هذه المؤسسات بترسانة أمنية كبيرة مكونة من قوات التدخل السريع و القوات المساعدة و الأمن الوطني . ويذكر أن هذه المقاطعة تأتي نتيجة المحسوبية والزبونية المنتشرة في المباريات والعدد القليل للمناصب المتبارى عليها، مع إخفاء مناصب أخرى " المجلس البلدي نموذجا " بالإضافة للتوظيفات المشبوهة بعمالة الإقليم، و خلال هذه الوقفة الاحتجاجية المتزامنة مع مباراة وزارة الداخلية , أقدم ثلاثة معطلين ينتمون لجمعية الكرامة للمجازين المعطلين بإقليم الفقيه بن صالح على إحراق أنفسهم أمام ثانوية الكندي على غرار ما كان قد قام به التونسي محمد البوعزيزي قبل سنة و أدى إلى سقوط نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. ولولا تدخل زملائهم في الوقت المناسب لحدثت كارثة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. كما عرفت عدة حالات من الإغماءات في صفوف المعطلين الذين لم يتمالكوا أعصابهم من جراء ما شهدوه و من جراء مسلسل الإقصاء الذي يعانون منه في ظل دستور يحفظ للمواطن حق العيش الكريم . و جدير بالذكر أنه تم نقل عدة حالات إلى المستشفى الإقليمي حالة إحداها خطيرة كما أفاد بذلك شهود عيان في مكان الحدث . هذا و لا تزال حالة من الاحتقان الشعبي تعرفها المدينة خصوصا مع استمرار تواجد مجموعة من المعطلين يهددون بإحراق أنفسهم في أي لحظة إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم ولعل أحد أكبر المفارقات التي عرفتها هذه الأحداث بمدينة الفقيه بن صالح هو تواجد ترسانة عسكرية كثيفة معدة لقمع هؤلاء المجازين المعطلين في الوقت الذي لا توجد فيه سوى سيارة إسعاف واحدة بالإقليم ككل تقوم بنقل إصابة واحدة في كل مرة و تضطر باقي الإصابات للإنتظار طويلا قبل أن يتم نقلهم إلى المستشفى , الشيء الذي أدى إلى سخط شعبي كبير وسط ساكنة المدينة , حيث أصبحت فيه أرواح المواطنين رخيصة . تقرير: هشام فكيري تصوير: مصطفى العمراني