المرأة وفن التبوريدة إذا كان فن التبوريدة حسب التقاليد و الأعراف و الموروث الشعبي قد ظل حكرا على الرجال / الفرسان بأنحاء المغرب عموما و بمنطقة بني موسى و بني عمير على وجه الخصوص ؛ فإن خيالات أولاد أزمام / أولاد اعريف قد خرجن عن هذه القاعدة التي ثضرب حق المساواة بين الجنسين في المجال الرياضي (الفروسية ) . لقد عملت هؤلاء الخيالات على تكوين فرقة من سبع فارسات تتقدمهن الفتاة التي يسميها الجمهور المتفرج : " بنت بيه " التي تتقن بمهارة ملفتة للإنتباه دورها كرئيسة للمجموعة .هذه الخيالة ركبت الفرس منذ الصغر في سن لا يتجاوز الإثنى عشر سنة ؛ فلازمتها بعد ذلك أخواتها لتتسع الفرقة اليوم لأخريات من مختلف مداشر إقليم الفقيه بن صالح كأولاد يحيى مثلا .... المهرجانات و المواسم تكون دوما فرصة ثمينة للخيالات لاستعراض مؤهلاتهن الرياضية في مجال فن التبوريدة الذي حسب يقينهن لم يعد أبدا حكرا على الرجال بل أضحى للمرأة أيضا الحق في ركوب صهوة الجواد والسباق الشريف مع تخريجة البارود و سماع زغاريد النساء و هن يشجعن المرأة وهي تحقق لهن حلما كان في دهاليز النسيان ..... لكن رغم ذلك فلا يزال بعض الخيالة من الرجال – كبار السن – ينتقدون و بتقريع أحيانا مشاركة هذه المجموعة النسائية في المواسم و المهرجانات ؛ و اشتراك رقعة " المحرك " معهم . وجهة نظر يحركها فكر عشائري لازال يحافظ على الدور المحوري للرجل في القبيلة حين كان ركوب الحصان تتويج لتلك المكانة بالمواسم و الأعياد الدينية و الوطنية و الحفلات العائلية و الأعراس ... لقد تغيرت إذن نظرة المجتمع المعاصر للمرأة كأم و أخت و زوجة في كل مناحي الحياة اليومية ؛ وأصبح الكل يبوءها مكانة خاصة مكانتها الخاصة ؛ وبرهنت بدورها على جدارتها في ذلك ؛ فلا أظن أن فن التبوريدة كونه شأن ثقافي سينحصر الى يوم الدين على الرجل دون المرأة ؛ خصوصا مع موجة تكوين النساء المغربيات لفرقهن المحلية بمختلف المدن المغربية كالمحمدية و الجديدة و منطقة زيان بالخميسات وغيرها ..... ثمرة القول : متمنياتنا لخيالات أولاد اعريف و إقليم الفقيه بن صالح بالتوحد و النجاح لتكريس ثقافة الإختلاف من أجل الائتلاف خدمة لموروثنا و حضارتنا الشعبية .