بتوليها قيادة فرقة الفروسية النسوية بجهة الغرب الشراردة بني احسن، تكون أمال أحمري من أوائل النساء في المغرب اللواتي اضطلعن بمهمة قيادة سربة (التبوريدة) في مجال تراثي شعبي ظل ولزمن طويل حكرا على الرجال. ولم يكن ل"المقدمة" أمال أحمري أن تنجح في هذه المهمة، التي ليست بأي حال من الأحوال بالسهلة، لولا السمات التي تتوفر عليها وفي مقدمتها الإصرار والتحدي. لقد أسرها ركوب الخيل منذ فترة الصبا، إذ كانت تمارس رياضة القفز على الحواجز بمدينة القنيطرة، نهلت اختيارتها وتوجهاتها من بيئة مهووسة بهذه الرياضة الشعبية وأم واعية بميولاتها ومحفزة لرغباتها ومحتضنة لمجموعة الخيالة النسائية التي تضم 13 شابة في إطار جمعية "النور للتراث والأصالة للفروسية التقليدية". أمال أحمري شعلة من الحيوية والنشاط بالرغم من صغر سنها (21 سنة)، وتعتبر الفرس، الذي تربطها به علاقة حميمية، رمزا للتضحية والقوة والتفاني. وتؤمن أمال بالكفاءة والتفاني في العمل كمعيارين للنجاح، معتبرة ولوج الشابات لهذا التراث الشعبي الأصيل حافزا للمرأة المغربية، وبرهان على أن هذه الأخيرة أضحت بفضل كفاءتها وإصرارها تقتحم مختلف الميادين التي ظلت حكرا على الرجال وتتفوق فيها. تأمل في إحداث مدرسة بالجهة تلقن الشباب المولع بهذا التراث تقنيات ركوب الخيل والتبوريدة للسير قدما بهذا المجال وضمان تطوره واستمراره. وبنبرة يغلب عليها الحماس تبدي أحمري عزمها على مواصلة ممارسة هذه الرياضة من أجل تطويرها والحفاظ عليها باعتبارها تراثا شعبيا أصيلا يجب الحفاظ عليه وتحفيز الشباب والشابات على ممارسته من خلال توفير الدعم المادي للفرق. وبالرغم من مشاركة فرقتها في العديد من المهرجانات الوطنية وحصولها على الميدالية الذهبية سنة 2008 في البطولة الوطنية بدار السلام، ترى أن من بين الإكراهات التي تواجه فرقتها النسوية غياب الدعم المحفز لمزيد من الجهود من أجل تطوير هذا التراث والإبداع فيه. وفي سياق تثمينها للإصلاحات والأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب والتي فتحت الباب على مصراعيه أمام نهضة اجتماعية واقتصادية وعمرانية، عبرت "المقدمة" أمال أحمري عن اعتزازها للمكانة التي وصلت إليها المرأة المغربية وللمراكز العليا التي بلغتها بفضل إرادتها وقوة عزيمتها، آملة في تحفيز النساء على ولوج عالم الفروسية . ورغم متابعتها لدراستها الجامعية ( السنة الثالثة في شعبة الآدب الإنجليزي) ، فهي ، كما تؤكد تحاول بجهد كبير التوفيق بين التحصيل ، وبين عطائها وإبداعها في مجال الفروسية، مقدمة بذلك نموذجا للمرأة المغربية الشابة التي تركب الصعاب لتحقيق طموحاتها.