في دروب الحي قليمة زنقة بني ملال فقيه بن صالح عزالدين ، وفي ازقتها تعلم كيف ينسل من بين انياب الموبيقات. وفي ظلالها تعلم ان الحياة تتطلب الجهد والصبر. لم يكن عزالدين. بدأ مسيرته الرياضية الأولى في صفوف نادي شباب(أم ربيع). وتدرج عبد الحق في فئاتها الصغرى، ثم فتح بابا آخر ليطل على عالم الملاكمة. على خشبة الحي، بدأ هذا الفتى الأبيض يصارع من أجل اسم، من اجل مكانة، من اجل مستقبل لا يستقيم الا مع الاقوياء. هكذا كانت اطلالته الاولى، وبدأ المشوار ، ليصبح ممثلا للمغرب في المحافل العربية والقارية والدولية. رغم قصر القامة ، تمكن عبد الحق من الوصول الى القمة، وذلك بفضل اسم صنع كل اسماء الملاكمة انه المدرب احمد بوز، الذي رفع الملاكمة المغربية الى الأعالي بفضل اصراره وبحثه ودعمه للملاكمين البسطاء. الملاكمة اصلا تحتضن ابناء الهوامش، ابناء الفقراء، ابناء الذين لاظلال لهم سوى ظل الصبر والعناد. الملاكمة هي رياضة الصبر والقدرة على التحمل، فحين نرى الامكانيات المادية والتأطيرية المتوفرة اليوم، حين نرى عدد السفريات والخرجات والمعسكرات التي يستيفد منها الملاكمون المغاربة، نصاب بالذهول ونحن امام النتائج المحصل عليها. ايام عشيق لم يكن ذلك متوفرا بالمرة، واتذكر هنا المدرب السابق للمنتخب المغربي موتسولوف حين قال: كفى من الملاكمة التي تلعب في الكراج (الحانوت). كان عزالدين و حيدا يتدرب في الملعب البلدي ،هكذا كان عشيق رجل التحديات، رجل يضع حدا لكل مامن شأنه أن يخرجه الى خارج النتائج غير المرضية. وقد شارك في عدة بطولات و حصل على عدة جوائز و مدليات قد رفع هده الرياضة في الاقليم اللدي ينسب اليه و لكن لسوء حظه لما كبر في سنه أهمل من طرف الجامعة الملكية المغربية للملاكمة وهو الأن يعاني من ظروف المادية مهنته (حمال)