توصلت البوابة بهذه الرسالة الموجهة لباشا مدينة سوق السبت من مدينة الخميسات تضامنا مع المعتصمين وساكنة المدينة السيد الباشا، عم صباحًا أو مساءً، فمن حقك أن تزهو بالسلطة الممنوحة لك، خصوصا وأنك في ريعان الشباب، لكن ليس من حقك أن تَشُنَّ غارات ليلية قبل وخِلَال وبعدَ رمضان على الفئة المستضعَفة والأكثر هشاشة من الشعب، والمعتصمة في المكان المعلوم، وذاتَ حق معترَف به في البقع الأرضية بعد هدم براريكهم في دوار عبد العزيز. كنتُ أعتقد أن عهد زوار الليل قد انقرض في المغرب مع سنوات الرصاص؛ ولكنكَ، السيد الباشا، أعدتَ أمجادَه في عز صيف 2015 بأولاد النمة!!! إن المفهوم الجديد للسلطة، السيد الباشا، يستدعي إنصافَ المظلوم والابتعادَ عن أساليب القمع والتسلط، والتشاورَ المستمر مع الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين، هؤلاء الذين تَتَبَرَّمُ من حضورهم وتعمَلُ بانتظام على إقصائهم، لتنفردَ بالقرار الذي يكون غالبا بعيداً عن الصواب. السيد الباشا، لقد رفعتَ العصا الغليظة ومارستَ الكثيرَ من الشطط في استعمالكَ للسلطة في حق المواطنين الطيبين أثناء حملتكَ في ما سَمَّيْتَهُ تحرير الملك العمومي، أما علية القوم فينعمون في ما اقتطعوه من شوارع المدينة. أما الشخص ذو السوابق العدلية الذي يُبَصْبِصُ لك، لتلميع صورته الملطخَة بما لا يُذْكَرُ، فلن يُفْلِحَ أبدا مهما تعددت الاعتداءات على المعتصِمات والمعتصِمين، ومصادرة أفرشتهم دون وجه حق وإيداعها في المحجز البلدي. وبعد هذا وذاك، ما مصيرُ السؤال الذي طَرَحَه أحد المستشارين في دورة أبريل حول اللحوم الفاسدة؟ والتي تدخل السوق الأسبوعي كل يوم سبت، إذْ أن عملية الدخول اللا قانوني والمضر بالمستهلكين ما زالت متواصلة. فأين إِذَنْ حزمك وجديتكَ، السيد الباشا، في حماية صحة المواطنين في منطقة نفوذك؟ [للتذكير: هذا السوق الأسبوعي يعتبَر الأكبرَ في المغرب]. وفي الأخير، لا يسعني إلا أن أقول لكَ: لَا يَغُرَّنَّكَ منصبك، ولا تفتخر بالتضييق على الحريات وتبني أصناف الانتهاكات، واعلم أن التاريخَ يَخُصُّ جميعَ الطغاةِ بزاويةٍ نَتِنَةٍ في ثناياهُ، وسلفُكَ نَايْتْ الْحَاجْ يَرْقُدُ هُنَاكَ؛ واعلمْ أن القمعَ عنوان الفشل والعجز، فَهَلْ مِنْ مُتَّعِظٍ؟