كان مقرمدرسة سيدي ابراهيم البصير ببني عياط باقليم ازيلال ،يوم الجمعة المنصرم الموافق للسادس من مارس الجاري، على موعد مع حفل "التميز التربوي للمؤسسات التعليمية لوسط جماعة بني عياط، الذي انعقد تحث شعار: تشجيع وتميز ...تحفيز للمتعلم .. ودعامة اساسية للمشاركة في النهضة المولوية لاصلاح التعليم" وبشراكة مع جمعيات اباء واولياء التلاميذ والتلميذات والمجلس الجماعي. الاحتفاء،كان بمناسبة نهاية الأسدس الأول من الدورة الاولى للموسم الاجتماعي الحالي، وتميز بحضور شيخ الزاوية البصيرية مولاء اسماعيل بصير، ومومن الطالب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ويوسف لشقر المندوب الإقليمي للتعليم بأزيلال ،ورئيس المجلس العلمي والمندوب الإقليمي للأوقاف والشؤون الإسلامية ومدراء المؤسسات التعليمية لوسط جماعة بني عياط ورئيس المجلس القروي لبني عياط، الى جانب الأطر التربوية و تلامذة المؤسسات التعليمية وثلث من الاساتذة والعلماء خريجي ذات الزاوية . برنامج الإحتفاء،كان متنوعا في فقراته،وشمل بذلك الثقافي والإجتماعي والديني والتاريخي والوجداني والوطني..، لكن في تنوعه واختلافه انسجام وتوحُّد، يستهدف في شموليته غايات المنظومة التعليمية ،وآفاق اشتغالها، وصيغ مساهمتها في الرقي بالفرد داخل المجتمع ، وفق الرؤية المولوية لعاهل البلاد عموما، ويبقى الاستثناء الوحيد هو تخصيص جانب مهم من البرنامج للتلميذ وعلائقه الوشيجة بالمحيط والمؤسسة والأسرة . واحتضان مقرمدرسة سيدي ابراهيم البصير لهذا الحدث الهام ، الذي استقطب أزيد من الف متتبع من مختلف فئات المجتمع، أغلبهم من الأساتذة والفقهاء والطلبة الباحثين، وغالبيتهم من خريجي الزاوية البصيرية أوعلى الاقل تتلمذوا على ايدي اساتذتها ، هو في حد ذاته موضوع في غاية الأهمية ، بما انه يجسد على ما نعتقد دور المؤسسة الدينية( الزاوايا) في التنمية المحلية، ورهانها الدؤوب من أجل الانفتاح على المحيط ، وايمانها الراسخ على ان المنظومة التعليمية هي الحلقة الأساس للنهوض بالمجتمع برؤية اعتدالية تقوم على التسامح والتآزو والتآخي . وانخراط زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير، الموجودة على قدم جبال الاطلس المتوسط بالجماعة القروية بني عياط بإقيم أزيلال، والتي تنتسب إلى مؤسسها الشيخ سيدي إبراهيم البصير المتوفى سنة 1945، وبقوة في هذا المسار التربوي ، كان منذ سنوات، وقد توطّد ،على ما نعتقد ، بعدما ازداد صيتها في العشرية الأخيرة حيث تحولت من " مؤسسة" لمقاومة الاستعمار والدود عن الوحدة الترابية، ومؤسسة لانتاج النخب الدينية، الى معلمة وطنية تحتفي بالديني والثقافي والفكري ،وترهن فضاءاتها على مدار الساعة للضيوف من داخل الوطن وخارجه ، و هي المؤسسة المواطنة بامتياز التي كانت ولازالت تعمل على تعليم الطلبة "أحكام الدين وحفظ القرآن الكريم، وترشد الناس وتعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة لما فيه صلاح أحوالهم وأمورهم". والزاوية البصيرية ، التي أسست بها مدرسة قرآنية علمية يحفظ فيها القرآن الكريم وتلقى فيها دروس في أحكام الدين على مذهب الإمام مالك رضى الله عنه، تمثل اليوم وبشهادة اهل الدار التصوف السني الحي البعيد عن البدع والخرافات، حيث لا تنقطع مجالس الذكر والصلاة بها. واليوم ، وهي تنفتح بقوة على المحيط المحلي بعد انفتاحها على الوطني والدولي ، أمست فاعلا رئيسيا في الدود عن التنمية المحلية، ومن ضمنها المنظومة التعليمية الرامية الى تحفيز التلاميذ ماديا ومعنويا عبر المشاركة في انشطة تربوية يطبعها التنافس الشريف ،وتتحكم فيها روح المواطنة الصادقة المبنية على الأخلاق الحميدة وفكر الإعتدال والوسطية، ونبذ قيم العنف والتعصب والاعتزاز بالوطن والدفاع عن مقدساته، والجهر بالمبادئ الكونية للحرية والسلامة العقلية والجسدية. ولا أدل على ذلك برنامجها الأخير الذي لامس كافة الثيمات ذات الصلة بالتلميذ والمعلم والمؤسسة التعليمية واكراهاتها والأسرة وغيابها ، وقواعد اللغة، ومفهوم العلم وآثارالجهل ، وقيم الوطن والمواطنة وفقرات ترفيهية حول السلامة الطرقية الى جانب الجوائز التحفيزية الذي كشفت أن في القرى كما في الحواضر تلاميذ وتلميذات نوابغ حصلوا وحصلن على معدلات جد مشرفة وأبدعوا وأبدعن في مسرحيات وسكيتشات أبكت والعهدة علينا عشرات المتتبعين بعمق دلالاتها وحسن آدائها .