مايزال صالح الحداد ذلك المقاوم الذي حارب المستعمر الفرنسي وفجر العديد من المتفجرات التي صنعها بنفسه ضد الجيش الفرنسي يعيش حالة من الإهمال والمعاناة مع التهميش من جراء عدم التفات المندوبية السامية للمقاومة لجليل الأعمال التي قام بها هذا الرجل الذي يبلغ من العمر120 سنة...كل المقاومين بقصبة تادلة كانوا يعرفون أنه هو من تجرأ على محاولة قتل بارك لاسورتي ذلك الجبار الذي كانت ترتعد له قلوب الرجال لمجرد سماع اسمه وتداوله بين الألسن..بارك لاسورتي الذي كان يخاف الناس منه لمجرد رؤية دراجته مركونة بأي حي من أحياء مدينة قصبة تادلة.هذا الطاغوت قام الحداد صالح بحرق منزله بعدما فر عميل فرنسا خوفا من المقاوم صالح الحداد.لم تقف بطولات صالح الحداد عند هذا الحد بل كان يأوي رموز المقومة بمنزله من كل مدن المغرب وتوفير الظروف لهم من أجل القيام بعمليات فدائية ضد عملاء الاستعمار وتصفية الأعيان منهم.الكثير من مجايلييه يعرفون المقاوم صالح الحداد منهم( لحسن ليموري حسن بلحاج الثلثاوي أحمد مشيش الحاج محمد الكعلابي عمر العبدي عمر العبيدي ومحمد لفلوس مولاي سعيد خليفة الحماني النجاعي )..كم عدد الذين يعرفونه وتنكروا له..كلما التجأ لولاية جهة تالة أزيلال يقولون له "أين بطاقة المقاومة" وكأن المقاومة بطاقة وليس ايمانا وعقيدة وعملا ووطنية صادقة. هذا المقاوم الفذ فجر قنبلة بالمسبح البلدي بقصبة تادلة،وقتل ساعتها العشرات من الفرنسيين والفرنسيات،وتعرض للاعتقال والتعذيب والنفي،كما شارك في عدة عمليات فدائية مع المقاوم الكبير سي بوزيد بالدار البيضاء "بمارشي كريو" لقد قاوم بشراسة المستعمر الفرنسي،واليوم تعب هذا المقاوم من مراسلة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مرات متعددة بتاريخ 8/8/2014 والمرة الثانية بتاريخ 31/07/2014 والمرة الثالثة بتاريخ18/08/2014 والمرة الرابعة بتاريخ2/05/2014. ولكنه لم يجد آذانا صاغية ولم ينصفه أحد...وظل لحدود اليوم يعاني من تنكر رفقة السلاح من المقاومين تنكر المندوب السامي وتنكر هذا الوطن الذي يتجرع غصصه بطعم الخيبة والنكسة والألم والتشرد رفقة أبنائه..فهل من قلوب حية تنقده من بؤسه وترد له الاعتبار.