تحت شعار" نحو تدبير جديد لشؤون الهجرة" اختتمت الندوة العلمية، التي نظمها المركز المغربي للأبحاث الإستراتيجية ودراسة السياسات، والمختبر متعدد التخصصات للبحث في العلوم والتقنيات، بمقر الكلية المتعددة التخصصات ببني ملال، أول أمس السبت 29 مارس، حول إشكالية الاندماج السوسيو اقتصادي والثقافي للمهاجر تحت شعار : "نحو تدبير جديد لشؤون الهجرة"، بمجموعة من التوصيات، تركز على ضرورة انخراط الدولة وجميع المتدخلين في معالجة مشكل الهجرة بشكل فعال، فتح المجال للبحث عبر التحفيز حول الظاهرة، وإجراء دراسات ميدانية وعلمية للخروج باستنتاجات محورية في الموضوع، ثم توفير الحماية القانونية والتشريعية للمهاجر، وفق مضمون الاتفاقيات الدولية، مع التعامل مع المهاجرين من خلال منظور إنساني لا مادي، وتوفير الحماية الاجتماعية المطلوبة في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتجاوز المقاربة الأمنية لملف الهجرة والمهاجرين، مع تكريس الحماية للعمال المهاجرين، والعمل على الإدماج السلس للمهاجر، ووضع استراتيجية واضحة لمقاربة الهجرة، بشكل متداخل الأبعاد المؤسساتية وفق إرادة سياسية جلية المعالم، والعمل على الحفاظ الهوية والانفتاح على باقي الثقافات ، واتخاذ تدابير تحفيزية لاستقطاب العقول المهَجرة. وتأتي الندوة،بحكم العمق الإفريقي والمتوسطي، إضافة إلى المنزع العربي الإسلامي للمغرب، والبعد الروحاني والصوفي المترامي في أوصال مجموعة من البلدان الإفريقية، وارتباطا بتوافد المهاجرين من الساحل الإفريقي إلى المغرب، خاصة مع الأرضية التشريعية المنفتحة على استيعاب هذا النوع من الهجرة، أضف إلى ذلك انصهار المغاربة من أبناء الجالية في أوروبا، أو في بعض الدول المغاربية، وخاصة في ليبيا، فضلا عن تداعيات الهجرة السورية، في ظل بؤر التوثر والصراع التي خلفها "الربيع العربي"، وآثار الأزمة الاقتصادية العالمية في أوروبا وغيرها من الدول. هذه بعض العناصر التي خلفت حالة من العود لمهاجري الجالية وأبنائهم، من مختلف البلدان العربية والأوروبية، ما أعاد إنتاج تلاقح جديد تنصهر فيه الأبعاد الثقافية والحضارية، مع توالي الأجيال المهاجرة ومدة إقامتها في بلد المهجر، وعلاقة ذلك بالمحطة الجديدة، المنبع الأصل، دون إغفال أصناف المهاجرين العائدين من سوريا وليبيا، بحمولتهم الهوياتية والثقافية، دون الحديث عن الهجرة/ المعبر, والهجرة المعكوسة من دول الجوار، وخاصة اسبانيا، ما يجعل من ظاهرة الهجرة، في ظل الشروط الجديدة بما في ذلك الآلية التشريعية الأخيرة، تطرح إشكالات عدة، حول سبل الاندماج السوسيو اقتصادي والثقافي، في بلد المهجر المغرب، وتداعيات ذلك خاصة على المستوى الاجتماعي وغيره من المجالات، سواء في الحدود الزمنية القريبة، أو على مستوى المديين المتوسط والطويل، وما سيفرز ذلك من قضايا وظواهر جديدة، فهل يستطيع المغرب استيعاب كل هذه المكونات، وصهرها في بوثقة واحدة، تحافظ على تعدد الهويات وفي الآن نفسه البحث عن أدوات انسجامها، رغم تنوع الثقافات، في ظل هذه الأرضية المثيرة لجملة من الأسئلة، أم أن المسألة تقتضي رهن العملية بالبحث والدراسة مند الآن، والانكباب على ذلك، استعدادا لما ستفرزه مخلفات الظاهرة، وإمكانية معالجة اختلالاتها، ما يعني وضع الآليات والسبل الكفيلة بتدبير معقلن وعلمي لشؤون الهجرة وتداعياتها، لتوفير الشروط الملائمة لاندماج مرن وسلس للمهاجرين، خاصة الوافدين الجدد من الساحل الإفريقي، ومن سوريا .... وقد توزعت المداخلات إلى ثلاث جلسات، الأولى افتتاحية، تناولت كلمات كل عمادة الكلية المتعددة التخصصات ببني ملال، ألقاها الأستاذ النعيمي، ومدير المركز المغربي للأبحاث الاستراتيجية ودراسة السياسات، الأستاذ البشير المتاقي، وكلمة باسم المختبر متعدد التخصصات للبحث في العلوم والتقنيات بالكلية ببني ملال، في ما تناولت الجلسة العلمية الثانية بمداخلات كل من الأستاذ حسن صحيب في موضوع "الإطار المؤسساتي و التشريعي للهجرة بالمغرب" من كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بجامعة القاضي عياض مراكش، والأستاذ عبد العزيز حليم حول "ظاهرة الهجرة : واقع وآفاق"، من كلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال، والجلسة سيرها إدريس الميموني. ، عرفت مداخلة كل من الأستاذ الباحث السوسيولوجي محمد خدي في موضوع "أي دور للمجتمع المدني في إدماج مهاجري جنوب الصحراء" ، والأستاذ مصطفى مدني "الوضع الحقوقي للأجانب بالمغرب" هيئة المحامين بني ملال، وتناولت الجلسة العلمية الثالثة، فقد سيرها الأستاذ محمد رفيق، والتي عرفت مداخلات كل من الأستاذ ابراهيم الدهباني "الوجه الآخر للهجرة :العودة أو الرجوع إلى البلد نمادج من الواقع" جمعيات المجتمع المدني بني ملال، والأستاذ عزيز أوعثمان بمعية الأستاذ محمد جلال العدناني في موضوع "استثمارات الجالية المقيمة بالخارج بجهة تادلا أزيلال : أي توجه؟" من كلية العلوم والتقنيات و الكلية المتعددة التخصصات 'جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال، ثم مداخلة الأستاذ ، إبراهيم الأنصاري، حول "هجرة العودة وانعكاساتها المجالية بسهل تادلا الفقيه بن صالح وسوق السبت نموذجا" ، من كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة السلطان مولاي سليمان.