عودة المهاجرين المغاربة بالخارج وتوافد مهاجرين أفارقة وعرب يطرح إشكالات اجتماعية وتربوية واقتصادية شكل موضوع «إشكالية الاندماج السوسيو-اقتصادي والثقافي للمهاجر» موضوع ندوة علمية نظمها المركز المغربي للأبحاث الإستراتيجية ودراسة السياسات السبت بمقر الكلية متعددة التخصصات ببني ملال، بتعاون مع المختبر متعدد التخصصات للبحث في العلوم والتقنيات» تحت شعار «نحو تدبير جديد لشؤون الهجرة». وأبرز الكاتب العام للمركز، محمد رفيق، في كلمة بالمناسبة، أن ظاهرة الهجرة أضحت موضوعا متداولا على المستوى الدولي لما تكتسيه من أهمية اقتصادية واجتماعية وسياسية، مشيرا إلى أن المنظور الاقتصادي يعتبر الهجرة موردا اقتصاديا محققا للتنمية الشاملة ومحركا للاقتصاد الوطني. وقال رفيق إن المغرب الذي يعتبر من البلدان المصدرة للهجرة نحو الشمال، أصبح مستقبلا للهجرة من دول الجنوب، مبرزا أن الأزمة العالمية والتحولات التي عرفتها البلدان المغاربة مؤخرا أدت إلى عودة المهاجرين المغاربة القاطنين بالخارج، وتوافد مهاجرين جدد من أفارقة وعرب ما يطرح إشكالات اجتماعية وتربوية واقتصادية. وأبرز رفيق في هذا الإطار عددا من الظواهر الناتجة عن الهجرة والعودة إلى الوطن الأم، والمرتبطة أساسا بالاندماج الاجتماعي والثقافي بالنسبة لأبناء المهاجرين الذين ولدوا بدول الاستقبال، وكذا بالنسبة للمهاجرين من أصل عربي. من جهته، أبرز رئيس جمعية ملتقى التنمية ببني ملال إبراهيم دهباني أن هذه الندوة تروم التحسيس بالهجرة وأبعادها وإشكالياتها وآثارها والنتائج المترتبة عنها، مشيرا إلى أن مجموعة من المهاجرين من أبناء المنطقة قدموا إسهاما كبيرا في التنمية المحلية في مجالات متعددة منها المعرفة والفلاحة والتجارة والصناعة من خلال نقل تجربتهم من دول الاستقبال إلى بلدهم الأم، الأمر الذي يستحق الاحتفاء والتثمين. وأبرز أن المغرب يعيش في السنين الأخيرة تحولات جديدة في ميدان الهجرة، حيث أصبح مستقبلا للمهاجرين، وخاصة منهم الأفارقة، وكذا الأوروبيين الذين فضلوا الاستثمار بالمغرب. من جانبه أبرز محمد جلال العدناني منسق المختبر متعدد التخصصات للبحث في العلوم والتقنيات أهمية موضوع الندوة، مؤكدا بالمناسبة على ضرورة تشجيع البحث العلمي في هذه الظاهرة الاجتماعية. وتمحورت مواضيع هذه الندوة العلمية التي تميزت بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين وعدد من المهتمين والمختصين في مجال الهجرة، حول «الإطار المؤسساتي والتشريعي للهجرة بالمغرب»، و»ظاهرة الهجرة: واقع وآفاق»، و»أي دور للمجتمع المدني في إدماج مهاجري جنوب الصحراء». كما تمحورت مواضيع الندوة حول «الوضع الحقوقي للأجانب بالمغرب»، و»الوجه الآخر للهجرة.. العودة أو الرجوع إلى البلد نماذج من الواقع»، و»استثمارات الجالية المقيمة بالخارج بجهة تادلة أزيلال : أي توجه»، و»هجرة العودة وانعكاساتها المجالية بسهل تادلة الفقيه بن صالح وسوق السبت نموذجا».