نظم مركز الدراسات التطبيقية والأبحاث حول المتخيل والتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ندوة دولية في موضوع « متخيل الهجرة ،» وذلك طيلة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين(5- 6 ماي) بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين من المغرب وبلجيكا وفرنسا. وعرفت الندوة أربعة محاور كبرى انطلقت بمدارسة محور المقاربة الطبوغرافية للهجرة، حيث أكد المشاركون «تقابل المتخيل بين البلدان حول الهجرة» كما تطرقوا لموضوع التحولات الكبرى المواكبة للهجرة في المغرب في ميادين العمران وجغرافية المكان دون تغيرات في الجوهر ،بل تجاوز التغيير النمط المعيشي المتطور ليس رغبة في التطور ولكن للتباهي وتغيير المظاهر فحسب «. المحور الثاني كان موضوعه أدب الهجرة وعرف مشاركة محاضرين من جامعة شتاندال بغرونوبل بفرنسا، ، تدخلت فاطمة صالح من كلية الآداب ببني ملال في موضوع الهجرة من خلال روايات الكاتبة ذات الأصول المتعددة «هيلان سيكسو» ،والتي كان ملخصها أن الكتابة هي عودة للأصول ونهاية للاغتراب، المداخلة الثانية تقدمت بها الباحثة صباح فيلالي من كلية الآداب ظهر المهراز بفاس من خلال تقديم قراءة في قصة الرجل المتعدد الزوجات وركزت الباحثة على مشكل اللغة من خلال تمزق الشخص الذي فقد جنسيته بين زوجتين إحداهما عربية فيما الأخرى غربية، والترميز من خلال ذلك للغتين مختلفتين، حيث تصبح اللغة منفى ،المداخلة الثالثة تقدم بها الفرنسي «بيتر دوكلير «من جامعة شتاندال بغر ونوبل، وعالج من خلالها موضوع الهجرة والخيال في رواية الكاتب العربي المقيم بهولندا قادر عبد الله ،هذا الأخير الذي فضل العيش بهولندا والكتابة بالهولندية، ورغم ذلك ظل يستحضر بلده الأصلي من خلال كتاباته ،لدى فالهجرة في نظر الباحث الفرنسي تصبح «عاملا إيجابيا لأنها تصبح منبعا للإبداع والكتابة رغم ما يكابده الكاتب من عزلة واغتراب.الباحث جمال زمراني تطرق لموضوع الرواية المهاجرة بين ثقافتين من خلال الاختلاف بين الثقافتين المغربية والفرنسية، وأكد أن المشكل الجديد نتج عن معاناة الجيل الثاني من المهاجرين، وهذا ما أنتج في نظر الباحث أجناسا وأشكالا وموضوعات جديدة تمثل مجالا للمثاقفة بين المجتمعين العربي والفرنسي. الباحث أحمد اللويزي تقدم بقراءة في موضوع «مخيل الهجرة في الرواية العربية الإفريقية « وذلك من خلال قراءة لرواية يوسف فاضل «قشيش» ورواية «أطلنتيك» لفاتوديوم، وخلص الباحث إلى أن الروايتين ومن خلال موضوعات البحر ،الشمال،الجنوب، تجعلان من المهاجر نموذجا للضحية خاصة إذا تعلق الأمر بالمرأة المهاجرة. المحور الثالث من الندوة خصص لموضوع الهجرة والفنون ،من خلال مداخلات في مواضيع «السينما والمتخيل « لأمينة صيباري»، و»مغاربة بلجيكا وإبداعاتهم «تقدم بها المستشار الثقافي لبلجيكا الفرانكفونية «دانيال سويل»، وموضوع «الهجرة بين التخيل والتلقي في الأغنية الشعبية المغربية» والتي أكد من خلالها الباحث أحمد حكيمي أن الأغنية الشعبية المغربية حاولت معانقة الهموم اليومية والأساسية عند المهاجر،كما أنها رسمت صورا متعددة للمهاجر. المحور الأخير من الندوة خصص لموضوع «الثقافة الشفهية وعلاقتها بالهجرة « وذلك من خلال عرض القواسم المشتركة بين الثقافات وتمثلات الهجرة داخلها ،ومفهوم الجرة في الأدب الأمازيغي، والأسطورة والهجرة. عز الدين نزهي مدير مركز الدراسات التطبيقية والأبحاث حول المتخيل والتراث بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال وفي تصريح ل«المساء» أكد أن «الهدف من هذه الندوة هو محاولة دراسة الظواهر الاجتماعية والثقافية والفنية المرافقة لظاهرة الهجرة ،خاصة وأن منطقة تادلة تعرف أعلى نسب الهجرة نحو الخارج ،»وأضاف عز الدين نزهي أن ندوة «متخيل الهجرة» هي أول عمل ثقافي للمعهد، كما أنها من أول الندوات التي تطرقت لموضوع «متخيل الهجرة بالمغرب « وما يرافق ذلك من أدب وتشكيل وعمران وفنون». وشهدت الندوة عرض شريط «ضفة جبل طارق» الذي يجسد صعوبة الاندماج لدى المهاجر من خلال عرض قصة مهاجر مغربي ببلجيكا.