غريبة هي دولتنا العظيمة والغريب فيها حكومتنا الموقرة ..حكومة توقر كل شيء إلا جيوب المواطنات والمواطنين ..لا ضير في الزيادة بالحليب مادام المغاربة يستهلكون الشاي فقط والحليب يكثر عليه الطلب في رمضان ، وبالتالي فلن يتأثر المواطن المغربي بالزيادة في الحليب لأنه نادرا ما يستعمله، وجيوب عموم الشعب لا يضيرها أي زيادة مادام هذا الأخير -ما مسوقش - -لي بغا يزيد في شي حاجة غير يقضي- لان الشعب ألف كل أصناف التعذيب والاستنزاف المادي والمعنوي وأصبح لسان حاله يقول -زيدو على حمار الشيخ ما نايض ما نايض- وأنا ادرس ما مدى تاثير الزيادة في الحليب على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين واري دان اعرف بالضبط-آش واقع- وقبل أن اختم بخلاصة حول الموضوع أعادتني عقارب الحكومة المنفصلة عن هموم شعبها والمنفصلة عن التاريخ والجغرافيا والمنفصل عنها العديد من وزرائها -حكومتنا التي سترقع قريبا بإذن واحد احد- إلى الوراء وذلك حينما أعلنت أنها ستنظم المواد البترولية في نظام المقايسة. وبالتالي إعلان زيادة في أسعار المحروقات انطلاقا من السادس عشر في الشهر الحالي وبالتالي زيادات شهرية متتالية بمذكرة رسمية دون إخضاع قانون المقايسة على النقصان في ثمن المواد إذ ببلادنا تنقص المواد ولا تنقص الأثمان ..ساعتها علمت بان ثمن الحليب لن يقف عند هذا الحد وثمن التنقل كذلك وثمن مجموعة من المواد التابعة سواء بالأصل آو بالتبعية وكذلك ثمن مجموعة من الخدمات الأخرى ذات الصلة بجيب المواطن المغلوب على أمره الصابر على ما هو فيه وعليه . غريب امر هذا الشعب الصامد الصابر على الظلم والحيف الاجتماعي ، الشعب الصابر على الحكرة وعلى تلاعبات الحكومات -بشتى ألوانها- بمشاعره وبقوته اليومي وبصحته وبسكنه وببيئته وظروف عمله بأصواته الانتخابية وبحقوقه المهضومة وبكرامته المهانة وبتعليمه الذي أصبح –لا ساس لا راس- ..غريب أنا وسط كل هذا الاغتراب الذي لا ينتهي والغريب أن تعيش غرابة الدولة العظيمة وغرائب حكوماتنا المرقعة و-غرايب هاد الشعب لي ما بغا ينوض من الغفلة-