وغزة تحت النار, لم يحتفل أحد هذه السنة سواء المسلمون أو المسيحيون بأعيادهم لتزامن رأس السنة الهجرية مع الميلادية هدا العام, لأن الأسرائيليين أبوا إلى أن ينغصوا على الجميع فرحة الأحتفالات. وحدها الحكومة المغربية وفي أجمل بلد في العالم أحتفلت وعلى طريقتها الخاصة فأهدت مواطنيها الأعزاء وخاصة ذوا الدخل المحدود زيادات مفاجئة في أسعار بعض المواد الأساسية في الوقت الذي كان الجميع ينتضر العكس, هده الهدية المسمومة مررتها الحكومة والشعب المغربي في غفلة من أمره, مشدود الى هول ما يقع في قطاع غزة أنها سياسة جديدة سياسة أستغلال الفرص. فرغم أن أثمنة المواد الأولية في السوق العالمية عرفت أنخفاضات مهمة, نتيجة الأزمة المالية التي تجتاح النضام الرأسمالي العالمي فذلك لم ينعكس على السوق الداخلي للأسف. لقد كان الهدف من سياسة تحرير الأسعار التي هللت لها الحكومات المتعاقبة مند التناوب المغشوش هو أن لا تتحمل الدولة الفرق في الأسعار بين السوق الداخلي والعالمي في سعي لألغاء صندوق المقاصة والأستفادة من أنخفاض الأثمنة في السوق العالمي. لكن حكومتنا الموقرة لها تفسيرها الخاص لتحرير الأسعار لأنها لا تتلتزم بذلك سوى عندما ترتفع الأخيرة في السوق العالمي, اما في حالة العكس, فأنها تترك المجال مفتوحا لبعض كروش الحرام المستفيدين من أقتصاد الريع للأستفادة من فارق الأثمان على حساب جيوب المساكين لتكديس المزيد من الملايين . هدا هوما حصل و في أول أيام السنة الجديدة ياحصرة فلم تجد الحكومة الموقرة التي يرأسها بالمناسبة وزير أول هو الأسواء في تاريخ المغرب الحديث جاء عقابا للمغاربة على عدم دهابهم للتصويت في الأنتخابات الأخيرة غير زيادة في الأسعار لتشعلها أكثر مما هي عليه أصلا كهدية رأس السنة للشعب المغربي. كل هذه الزيادات لابد من أن المواطن بأزيلال قد أكتوى بنارها ولكن بشكل مضاعف, ففي أقليم كأزيلال يعرف أحدى أكبر نسب الفقر على الصعيد الوطني حسب أحصائيات رسمية لابد من أن المأساة أكبر. علق أحد الضرفاء وهو يرى أعلان شركة مركزية الحليب الذي تعلن فيه عن الزيادة في أثمنة بعض منتجاتها ومن ضمنها الحليب قائلا \" زيد على أحمار الشلح ما نايض ما نايض\" فرغم الحمولة العنصرية لهذا المثل إلى أنه كان خير معبر عن حال الناس هنا. ففي أزيلال حيث ثمن جميع المواد الأساسية مرتفع أصلا دونما حاجة إلى إعلان من الحكومة, كان لابد من التفكير في طريقة لمساعدة الناس على ما ألم بهم فقنينة الغاز من الحجم الكبير يصل ثمنها في بعض المداشر المحاصرة إلى ستين درهم وذات الحجم الصغير إلى خمسة عشر درهما, دون الحديث عن النساء الحوامل والمرضى وذلك لسبب بسيط هو أن الطرق مقطوعة بسبب التساقطات المطرية والثلجية التي يعرفها الأقليم منذ بداية منتصف فصل الخريف بشكل مبكر هذه السنة. لكن ما زاد من حدة الأزمة هذا العام وما فاقم من المشكل هو أستمرار هذه التساقطات ورفض مندوبية التجهيز التدخل في الطرق غير المعبدة لفك العزلة عن الناس مع العلم أن الشبكة الطرقية في الأقليم تتشكل في غالبيتها العضمى من هذا النوع من الطرق. ففي بلاغ لها توقعت مصلحة الأرصاد الجوية أن تتساقط الثلوج فوق المرتفعات التي يصل علوها إلى 1200متر فما فوق وذلك على الأطلسين المتوسط والكبير وهو ما بدأت بوادره تلوح في الأفق فعلا حيث عرف الأقليم تساقطات مطرية وثلجية مهمة وأنخفاضا في درجات الحرارة إلى مادون الصفر أثناء الليل ما يندر بشتاء قاسي هذا العام لم يعرفه الأقليم من عقود. لكن أكثر ما يقلق هو حديث الناس عن قرب نفاد مخزوناتهم من المواد الأساسية بسبب طول الحصار هذا العام مما يضع توقعات الناس في مهب "الثلوج" الريح فحطب التدفئة يكاد ينفد على قلته ومخزون الدقيق والسكر والزيت ...كذلك. لابد من تدخل عاجل أن لم تكن هناك خطة طوارئ لمثل هذه الحالات لمساعدة الناس في المداشر البعيدة قبل أن يتحول الوضع ألى مأساة أنسانية . الأحساس بالأنتماء لهدا الوطن يتلاشا عند الناس يوما بعد آخرلأنهم وكما يقولون لا شيء يربطهم به غير صندوق زجاجي يحمله المقدم عند كل انتخابات, فحتى بطاقة التعريف الوطنية لا يتوفر عليها جزء هام من الساكنة. كل شيء تقريبا كما تركه الأستعمار الفرنسي وكأن الزمن توقف بهذه البقعة من العالم منذ خمسين سنة خلت, رغم ما قدمه أبناؤها من تضحيات في سبيل الأستقلال لذلك رأينا كيف أن البعض قاطع الأنتخابات التشريعية الأخيرة بشكل فردي أو جماعي أنه تعبير حضاري عن موقف مما يقع ولابد من استخلاص العبر والدروس . لكن أكثر ما يثير الأنتباه هو الحرص على تتبع أخبار الفلسطينيين في غزة ولو عبر الراديو فالكل يحس بأن ما يقع هناك يهمه وترى الناس تتحسر بمرارة على مآل المسلمين ومقدار هوانهم مسترجعين ذكرياتهم مع اليهود وكيف أن الزمن قد دار دورته وهم في مكانهم لا يتزحزحون