- السياق : جاء الفيلم السيء ، البغيض ، الحقير ، الذي توخى أصحابه منه تشويه صورة الإسلام و المسلمين ، و زرع فتيل الفتنة بين المسلمين و المسيحيين، في سياق ما تعرفه معظم الدول العربية و الإسلامية من ثورات و انتفاضات تتوخى بناء أنظمة ديمقراطية عادلة تضمن الإنصاف و المساواة لجميع المواطنين، بغض النظر عن انتمائهم السياسي و العقائدي ، إن الربيع العربي وحد الشعوب العربية و جعل مطلبها واحد ( إسقاط النظام الفاسد المستبد ) ، المسلم و المسيحي ، الإسلامي و اليساري ، و الليبيرالي ، الكل يقول بصوت واحد الشعب يريد إسقاط النظام ، فسقطت أنظمة و على رأسها نظام حسني مبارك الحليف الأزلي لإسرائيل، و تحررت مصر، و استقلت و ولدت من جديد ، وجاء رئيس الثورة فكانت له قرارات جريئة ، أقلقت إسرائيل و أزعجت الغرب ، ففكر بني صهيون في تمويل فيلم يشوه صورة الإسلام و يسيء إلى سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ، يكون أبطاله أقباطا مصريين أمريكيين ، لعله يزرع الفتنة بين المسلمين و المسيحيين فتؤول حرب أهلية تخريبية تعطل عجلة التغيير و البناء والتقدم ، و يتم الترويج آنذاك لصورة المسلم الإرهابي المتعطش للعنف و التخريب ، لكن هيهات هيهات فالمؤمن لا يُستفَز و لا يصدر ردود أفعال، بل ثابت متئد ماض في طريق التطهير و التغيير و البناء ، إن تعرض للإذاية و الإساءة صبر و احتسب ، أخذ من من أخلاقه صلى الله عليه و سلم الرحمة المهداة للعالمين . حسنات الفيلم : وُضع هدا الفيلم بنية تشويه صورة الإسلام و إذاية سيد المرسلين ، فكانت النتائج معكوسة و الحمد لله ، نتائج كلها في صالح الإسلام و المسلمين ، و لعل أبرزها : - خروج المسلمين و المسيحيين في مسيرات واحدة يدا في يد للدفاع عن سيد المرسلين، فكان الفيلم سببا لتقريب المسافات و نسيان الخلافات. - الفيلم سيكون سبب يجعل الشعوب الغربية تتساءل عن ما هو الإسلام و من هو محمد صلى الله عليه و سلم، و بعد التساؤل و البحث سيأتي الدخول في الإسلام، لدينا يقين في ذلك ، لأن كل من عرف حقيقة الإسلام أسلم. - خروج الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نصرة لدين الله و فداء لرسول الله، فكان الفيلم سببا أحيى في الأمة الغيرة على دينها ، وحب رسولها صلى الله عليه و سلم . - كما أن الفيلم كان سببا قويا حتى يعرف الغرب و الكيان الصهيوني أن مخططاتهم التي تهدف إلى إبعاد الأمة عن دينها ، و تشكيكها في قيمها و مبادئها ، قد باءت بالفشل. وأن الأمة، والحمد لله، لها ثقة كبيرة في دينها و محبة عظيمة لرسولها ، فقط هي في حاجة إلى من يأخذ بيدها حتى يكون خلقها القرآن كما كان رسول الله صلى الله عيه و سلم كيف تكون النصرة له صلى الله عليه م وسلم : لعل رسول الله عليه و سلم فرح مسرور في مقامه لصنيع أمته التي خرجت عن بكرة أبيها لتقول فداك رسول الله ، إلا أن فرحته سوف تكون أعظم لو لم يكن مع هده المحبة العالية عنف و تخريب و إزهاق أرواح ، فرسول الله رحمة للعالمين ، رحمة حتى لمن آذاه بالغ الإذاية ، ففي غزوة أحد شُج وجهه الكريم ، وكُسرت رباعيته ، وما قال صلى الله عيله و سلم غير ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) - إذا كنا نحبه صلى الله عليه و سلم علينا التأسي به و إتباعه في عظيم الأمر و صغيره ، حتي نأخذ من صفاته و أخلاقه و نكون سببا لمحبة الناس له و لا نكون بسلوكاتنا و أفعالنا سببا لبغض الناس له . - إدا كنا نحبه صلى الله عليه و سلم علينا أن نحسن معاملة الناس أجمعين ، نحب و نتولى المؤمنين الصالحين ، و نَحِنُ و نعطف على العاصين المذنبين ، ثم نحترم و نقدر أصحاب الملل الأخرى من غير المسلمين . إذا كنا نحبه صلى الله عليه و سلم فليقم كل واحد منا بإتقان ما ينجزه من أعمال وليجتهد للإبداع فيها و الرقي بها ، حتى ترقى أمتنا إلى مصاف الأمم المتقدمة الراقية ، يومئذ يصبح الإسلام سلعة غالية يتسابق الناس لاعتناقه و التحلي بقيمه و مبادئه . ماذا لو كان بيننا صلى الله عليه و سلم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حَيَاتِي خَيْرٌلَكُمْ تُحدِّثُونَ وَيُحْدَّثُ لَكُمْ،فإذا مت كَانَتْ وَفَاتِي خَيْرًالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أعمالُكُمْ، فَإنْ وَجَدْتُ خَيْرًا حَمِدتُ الله، وإنْ وَجَدْتُ شَرًّا اسْتَغْفَرتُ لَكُمْ1 رواه الحافظ أبوبكرالبزارفي مسنده. صلى الله عيه و سلم، إنه الحبيب المصطفى المجتبى الرحمة المهداة ، حتى بعد مماته و هو في مقامه الشريف متهمم بأمر أمته يستغفر لها على ما يصدر منها من سيئات و آثام ، ويحمد الله و يشكره على ما يصدر منها من أعمال الخير و الصلاح ، وكأنه صلى الله عيه و سلم بيننا يسمع و يرى ما نقترفه من أعمال و أفعال – فهي تعرض عليه – ليرجع كل واحد منا أيها الأحبة الكرام إلى نفسه وليقل ماذا سيصل رسول الله عني في هذا اليوم أو هذا الأسبوع ، هل سيصله ما يفرحه فيحمد الله أم سيصله ما يغضبه و يدمي قلبه الشريف فلا يملك وهو الرحمة المهداة إلا أن يستغفر الله . لا إله إلا الله ، أهناك رحمة في الخلق أعظم من هده الرحمة ، أهناك حنان على الأمة أكبر من هذا الحنان ، كيف يمكن أن يكون هناك من الناس من يرد الإساءة إلى من هذه صفاته و أخلاقه ؟ . و الله لم و لن يقدر أحد من الخلق على الإساءة لسيد الخلق صلى الله عليه و سلم ، فمن أساء، أساء لنفسه، أما مثل هده الأعمال سواء أكانت فيلما أو صورا فهي لن تزيد الإسلام إلا انتشارا و لن تزيد الناس إلا محبة و شوقا للحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم .