طالبت التنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن العالم الغربي، وعلى رأسه أمريكا، إلى "الكف عن اللعب بالنار تحت شعار حرية التعبير والإبداع"، داعية المسلمين في الآن ذاته إلى "عدم الانسياق وراء ردود الأفعال العاطفية، من قبيل الرد على الإساءة للرسول بالسب أو القتل والعنف". وجاء بيان التنسيقية المغربية لجمعيات دُور القرآن، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، على خلفية بث مقطع من "فيلم" يسمى "براءة المسلمين"، أخرجه شخص يدعى نقولا باسيلي نقولا، والذي تم القبض عليه أخيرا من طرف السلطات الأمريكية للتحقيق معه بخصوص إنتاج هذا "الفيلم" الذي يسخر ويسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الشيء الذي أدى إلى احتجاجات عارمة شهدتها بعض البلدان مثل ليبيا ومصر وتونس واليمن.. ودعت التنسيقيةُ الغربَ، وخصوصا أمريكا، إلى الكف عن اللعب بالنار تحت شعار حرية الرأي والتعبير والإبداع، والمسلمين أيضا إلى التفطن إلى هذه المغالطة، مبدية استهجانها سَنّ الغرب لقوانين تمنع معاداة السامية، بينما يبيح لشعوبه المس بمعتقدات المسلمين. وبسبب ما وقع أخيرا من أحداث عنف بعضها عرف إراقة الدماء نتيجة الغضب من الفيلم المسيء لشخص الرسول الكريم، فإن بيان تنسيقية دور القرآن طالب المسلمين بأن لا ينساقوا وراء مجرد ردود الأفعال العاطفية، وألا تستغرقهم اللحظة، ويتأملوا ماذا يراد من وراء هذه الضجة، والعالم الإسلامي عموما، والعربي خصوصا يعيشان مخاض التغيير". وأفادت التنسيقية بأن أفضل رد على الإساءة للرسول الكريم يكمن في التحلي بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعدم رد الإساءة بالإساءة بالسب والقذف، أو القتل والتدمير، مؤكدة على تحريم قتل السفراء والرسل في ديننا، كما يجب "مضاعفة الجهود في التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، والمزيد من التمسك بسنته الشريفة، وبث سيرته العطرة". ودعا البيان ذاته الهيئات المهتمة بالشأن الديني الرسمية، وغير الرسمية في العالم الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن رسول الرحمة الذي قال عنه مرسله جل في علاه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".