ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان الفيلم الذي كان وراء المظاهرات العنيفة المعادية للولايات المتحدة الثلاثاء 11 سبتمبر، في مصر وليبيا اخرجه اسرائيلي-اميركي ووصف فيه الاسلام بانه "سرطان". وقالت الصحيفة ان الفيلم "براءة المسلمين" اخرجه وانتجه سام باسيل وهو اسرائيلي-اميركي (54 عاما) يتحدر من جنوب كاليفورنيا ويدير شركات عقارية ويؤكد ان الاسلام "دين كراهية". وقال بازيل للصحيفة ان "الاسلام هو سرطان". والثلاثاء مزق متظاهرون علما الولاياتالمتحدة امام السفارة الاميركية في القاهرة وهاجمت جماعة مسلحة القنصلية الاميركية في بنغازي في ليبيا واحرقت المبنى ما ادى الى مقتل السفير الأميركي في ليبيا وموظفين آخرين. وفي المواقع الاجتماعية وجهت دعوات للتظاهر مساء الأربعاء 12 سبتمبر أمام القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء. واكد باسيل للصحيفة انه هو الذي يقف وراء الفيلم مشيرا الى انه جمع خمسة ملايين دولار من مئة مانح يهودي دون ان يحدد هويتهم لتمويل الفيلم. واوضح انه عمل مع 60 ممثلا وفريقا من 45 شخصا خلال ثلاثة اشهر العام الماضي في كاليفورنيا لاخراج الفيلم الذي يستغرق عرضه ساعتين. وقال "انه فيلم سياسي وليس فيلما دينيا". وحصل الفيلم على دعم القس الاميركي المثير للجدل تيري جونز الذي اثار ضجة من خلال حرقه نسخا من القرآن في ابريل الماضي ومعارضته الحازمة لاقامة مسجد قريب من موقع برجي مركز التجارة العالمي السابق في نيويورك. واكد جونز انه ينوي عرض مقتطفات لمدة 13 دقيقة من الفيلم مساء الثلاثاء في كنيسته في غينسفيل في فلوريدا (جنوب شرق). وقال جونز في بيان "انه انتاج اميركي لا يهدف الى مهاجمة المسلمين ولكن الى اظهار العقيدة المدمرة للاسلام". واشار متحدث باسم جونز ان الفيلم منشور على موقع الانترنت الخاص بحركة القس الاميركي. وفي ردود الفعل على ذلك قتل موظف اميركي مساء الثلاثاء واصيب آخر بجروح في هجوم عنيف استهدف القنصلية الاميركية في بنغازي شرق ليبيا نفذه مسلحون احتجاجا على الفيلم الاميركي. وقالت السلطات الليبية ان المهاجمين كانوا يحتجون على فيلم كان ندد به آلاف المصريين تظاهروا الثلاثاء امام السفارة الاميركية في القاهرة وانزلوا العلم المرفوع فوقها واحرقوه ورفعوا مكانه راية سوداء. ففي القاهرة نزع متظاهرون مصريون مساء الثلاثاء العلم الاميركي من فوق مقر السفارة الاميركية في وسط العاصمة ورفعوا مكانه علما اسود كتب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله" وذلك احتجاجا على الفيلم الذي اكدوا انه مسيء للاسلام وقالوا انه من انتاج "مصريين اقباط متطرفين" مهاجرين في الولاياتالمتحدة، بحسب ما افاد مصور وصحفية من فرانس برس. واصدرت السفارة الاميركية في القاهرة صباح الاحد بيانا بمناسبة الذكري الحادية عشرة لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر اكدت فيه انها "تدين قيام بعض الافراد الضالين بايذاء مشاعر المسلمين كما تدين اي اساءة الى ابناء كل الديانات". وكان مفتي مصر علي جمعة شجب في بيان اصدره الاحد "ما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول" معتبرا ان "هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم كونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم". وأكد المفتي رفضه "التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة" مضيفا ان "الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه ال اعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدساته ودعا جمعة "أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكري ن إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى يسود العالم المحبة والإخا ء".