صديقي العزيز متمنياتي لك بالشفاء، تعذر علي مشارتك حفل تكريمك، الذي يعد تكريما لنا جميعا، بسبب ظروف قاهرة ، خارجة عن إرادتي، ولولاها لحضرت قبل الأوائل، لما تمثله لي من كنز لا يقدر بثمن، كانت فرصتي الوحيدة أن أعلن أمام الملا، عن مدى تشبثي وحبي لأعز صديق. أما الآن وقد فات الأوان، فإنني أعجز عن ذكر ما يجول في خاطري اتجاه أفضل وأعز الأصدقاء وهو الأخ والزميل والصديق مديحي، فبالي مشغول عليك وفكري مشلول بمرضك، عاجز عن إيجاد كلمات تليق بمقامك و تسحقها مني، سواء فيما يخص خصالك التي لا تنتهي أو مواقفك التي لا تنسى .أنت صديق عزيز، حنون رؤوف كتوم خجول مثقف واعي ناصح مرشد، أمامك أنسى مشاكلي، وأقول ما يجول بخاطري، بدون تحفظ، أحس أنني أحاكي نفسي. إنني أتذكر كلماتك المتناسقة والمقنعة والمفعمة بروح العطاء والإخلاص، فحديثك دائما كالوردة الجميلة يفوح بعطر الوفاء، معك يعرف المرء معنى الصديق الذي لا يقدر بثمن، تفرح لفرح الغير، وتحزن لحزنه، تنصح وترشد وتعاتب بدون مبالغة ولا مجاملة وبكل عفوية، خبرتك في الحياة، جعلت منك موسوعة العطاء. صديقي مديحي أنت تعرف عن الدنيا الكثير وتعتبرها طريق مرير عسير مملوء بالأفراح والأحزان، لهذا أقول لك يا صديقي، لا تحزن، فالمرض امتحان وبلاء، وعند الامتحان يعز المرء أو يهان. فالصبر هو النجاح وبه يأتي الشفاء، فلا تحزن مهما بلغ البلاء، فإنه قضاء، فمهما طال الليل، فلا بد من انبلاج الصباح، وتجاهل المرض ولا تفكر فيه وتفاءل بالغد، وعش اليوم واستثمر وقتك في الصلاة والدعاء وقراءة القران وعمل الخير، ولا تقنط من رحمة الله، ولا تحزن فالبلاء جزء لا يتجزأ من الحياة، ولا يفرق بين غني وفقير، ولا مالك ومملوك ولا عظيم ولا مبجل، أنت في امتحان فقاوم واحذر من الفشل، وتذكر قول رسول لله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يصب منه"، فلا تقلق، فبعد المرض سيأتي الشفاء لا محالة، وتذكر كلامه عز وجل" إن بعد العسر يسرا إن مع العسر يسرا"، إن الله كرر اليسر في الآية ليطمئن قلب المريض وينشرح صدره، فلا تحزن يا صديقي، إن الدنيا اختبار وبلاء، فلا بد من الصبر والتقرب من الله بالدعاء، فمهما نال منك المرض فمديحي لن يهزم ولن يستسلم، وسيبقى بيننا صديقا وأستاذا مبدعا نصوحا شامخا كالهمام ، كما قال الشابي: سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء.