كثير منا شبه هذا العالم -نقصد العالم الخاص بنا- بسفينة لها ربان وركاب ومشاكله وهمومه بالبحر وعبابه ، وأنا أنسج خيوط كلماتي تحضرني أغنية لجيل جيلالة عنوانها "السفينة " مطلعها (لله ياسفينة فين غاديا بينا )هذه السفينة ليست كباقي السفن ليس لها مرسى كلما مخرت وماجت في المياه تزداد صعوبة التعرف على طريقها والكل في انتظار اليابسة . مجموعة لمشاهب تضيئ الظلمة وتجلي العتمة لتبرز لك الصورة واضحة جلية ،قائد السفينة في حيرة من أمره أما ركابها فهم في هلع وخوف وقد علت وجوههم صفرة لايخطئها عارف لتقول في أغنية لها بعنوان"الخيالة" (السايك تالف والراكب خايف والسفينة تحت الما عوامة وجميل بابا في الكلام أغياث) أما ربابنة السفينة فلم تنبجس من يدهم ولسانهم حيلة غير الكلام المعسول الذي تعبر عنه ناس الغيوان ايضا في أغنية "الشمس الطالعة" بقولها( ركبو على الكلام وقالوا زيدو لكدام). وبعد أن كمت الأيام أفواه البعض في هذه المجموعات إلى الابد كالأسطورة بوجميع والعربي باطما ( ناس الغيوان) ومحمد باطما والشريف لمريني وأخيرا قبل يومين محمد السوسدي(لمشاهب) أتت الفرقة على الباقي : فتخلى عبد الرحمان باكو عن ناس الغيوان ومحمد الدرهم عن جيل جيلالة ... ولكل أعذاره . أما من بقي منهم فقد صارت تتخاطفه براثن المرض :الحالة الصحية المزرية التي يعاني منها كل من( باكو) (عمر السيد)(علال يعلا )في ظل أيام حملت على عاتقها أن تجعل من هذه المجموعات فناءا سرمديا وتقضها وتجعلها تضمحل من على هذه الارض.. والبقية تأتي . والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ويفرض نفسه هنا من ذا الذي سيرفع علم هذه الأعلام ومن سيضيء هذه الأيام ، وهل سنجد من يخبرنا عن السفينة ووجهتها وعن قائدها ومكانها وعن البحر وعبابه أم إن هذه السفينة وجدت بر الامان. مقال بقلم:عبد الحكيم سمراني حرر ببني ملال