بدأت ما سماه وزير الداخلية الاسبانية فرناندو غراندي مارلاسكا "علاقات القرن 21" بين المغرب وإسبانيا، في حصد ثمارها بعدما اتفق البلدان على زيادة وتيرة إعادة المهاجرين السريين الواصلين لجزر الكناري إلى المغرب. وذكرت وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، حسب مصادرها الحكومية، أن نقطة العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب بشأن عودة المهاجرين غير النظاميين تعززت عبر فتح طريقين جديدين من الجزر إلى الدارالبيضاء وأكادير، بالإضافة إلى المسار الحالي إلى مدينة العيون. وقالت الوكالة إن توقعات السلطة التنفيذية الإسبانية تشير إلى أن عدد المهاجرين الذين سيعودون إلى المغرب سوف "يزداد بشكل كبير" وأن الأعداد التي ازدادت توازيا مع فترة جائحة كورونا ستتحسن. وبحسب هذه مصادر الوكالة الإسبانية، فإن الطريق من جزر الكناري إلى العيون، تسمح بعودة ما يقرب من 80 مهاجرا أسبوعيا. وعرفت رحلات الهجرة غير النظامية نحو إسبانيا خلال جائحة فيروس كورونا وكذا الأزمة الدبلوماسية التي استمرت بين الرباط ومدريد لنحو 10 أشهر، ارتفاعا كبيرا خاصة بين السواحل الجنوبية للمملكة وجزر الكناري وفق أرقام مؤسسات غير حكومية دولية. ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية، شهد عام 2021، وصول 40٪ من رحلات الهجرة السرية إلى الساحل الإسباني من المغرب، وجاء 30٪ من الجزائر والباقي 30٪ من دول جنوب الصحراء. وتعتبر إشكالية الهجرة غير النظامية من أهم النقاط التي ناقشها وزيري الخارجية المغربية والإسبانية ناصر بوريطة وخوسيه مانويل ألباريس، تمهيدا لبدء ما أطلق عليه "المرحلة الجديدة" بين البلدين. وكانت رسالة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز المنشورة في 18 مارس من قبل المغرب والتي أيد فيها رئيس السلطة التنفيذية الإسبانية اقتراح الرباط بشأن الصحراء المغربية ووصفها ب"الأكثر جدية ومصداقية وواقعية، هي الدافع الأساس وراء تحسن العلاقات الثنائية والتي توجت بزيارة رسمية لسانشيز إلى المغرب الخميس الماضي التقى فيها العاهل المغربي محمد السادس ورئيس الحكومة عزيز أخنوش.