أعلن وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مالاسكا، اليوم الجمعة، أنه بصدد التحضير لرحلة إلى الرباط من أجل اللقاء بمسؤولين حكوميين هناك قصد بحث أزمة المهاجرين غير النظاميين الذين عبروا بأعداد كبيرة إلى جزر الكناري من الأقاليم الجنوبية للمغرب، وذلك خلال زيارته إلى تلك المنطقة للاطلاع على وضع الواصلين إليها في ظل ظروف جائحة كورونا والضغط الحاصل على سلطاتها. وحل مارلاسكا بالأرخبيل الإسباني إلى جانب إيلفا يوهانسون مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، في زيارة رافقهم فيها رئيس الحكومة الإقليمية للكناري أنخيل فيكتور توريس، الذي أقر بالضغط الحاصل عليه نتيجة موجة الهجرة غير النظامية التي اجتاحت الإقليم مؤخرا والتي أدت إلى وصول المئات من الأشخاص غبر القوارب المُنطلقة من سواحل الصحراء المغربية ومن موريتانيا، بالإضافة إلى غرق العشرات في مياه المحيط الاطلسي. وقرر وزير الداخلية الإسباني إغلاق الرصيف البحري "أرغينغين" الذي يحتشد به قرابة ال500 مهاجر غير نظامي، عدد كبير منهم يحملون الجنسية المغربية، من أصل أكثر من 1000 مهاجر وصلوا إلى الجزر في الأسابيع الماضية، إذ أعلن المسؤول الحكومي الإسباني أنه سيجري نقلهم إلى مخزن قديم للأسلحة بمنطقة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع، حيث سيقضون هناك 3 أيام من أجل تمكين الشرطة من إنجاز محاضر لهم، وأضاف أنه سيتوجه للمغرب لبحث حل لهذه الأزمة. ويأتي هذا القرار بعد أسبوعين من إعلان رئيس الحكومة الإقليمية بدوره رغبته في الانتقال إلى الرباط "في أسرع وقت ممكن" ليتباحث مع المسؤولين المغاربة حول أزمة ارتفاع عدد المهاجرين الواصلين إلى الإقليم، وذلك خلال لقائه بالقنصل العام للمملكة المغربية في الكناري، أحمد موسى، آملا في "الوصول إلى معالجة لهذه المشكلة انطلاقا من العلاقات الجيدة التي تربط إسبانيا بالمغرب". وكانت السلطات المغربية قد خففت مراقبتها لسواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة في الأسابيع الماضية، ما سمح للمهاجرين غير النظامين بتكثيف محاولاتهم للهجرة من هناك، وهو الأمر الذي تلا تصريحات صادرة عن رئيس الإقليم الإسباني أمام أعضاء البرلمان بخصوص إتمام ترسيم الحدود البحرية الأطلسية للمغرب، حين وصفه بأنه "احتلال محكوم عليه بالفشل"، موردا أن الرباط لن تستطيع تنفيذ شيء من ذلك.