يُرتقب أن يحلّ بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، بالمملكة المغربية في منتصف دجنبر المقبل، برفقة وفد من رجال الأعمال الإسبان، يتقدمهم كل من أنطونيو جاراميندي، رئيس جمعية رجال الأعمال التنفيذيين، وخوسيه لويس بونيت، رئيس الغرفة التجارية الإسبانية. وترمي الزيارة الحكومية الرسمية، وفقاً للمنشورات الإعلامية "الإيبيرية"، إلى تدارس مجموعة من الملفات الحارقة، خاصة ما يرتبط بأزمة الهجرة غير النظامية، التي تضاعفت وتيرتها خلال الأشهر المنصرمة بفعل عودة "قوارب الموت" إلى الواجهة في بلدان شمال إفريقيا، لا سيما بكل من الجزائر والمغرب. وأغرقت موجات الهجرة جزر الكناري التي استنفرت أجهزتها الأمنية لتكثيف المراقبة عبر الحدود، بعدما استقبلت أزيد من 15 ألف مهاجر إفريقي منذ مستهل الموسم الحالي، حيث لم يسبق للأرخبيل الإسباني أن سجّل هذه المعدلات المرتفعة منذ سنوات خلَت. وتحدثت قصاصة إخبارية لصحيفة "إلبريوديكو" الإسبانية عن الضغط الكبير الذي تواجهه السلطات المحلية في حكومة جزر الكناري خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى "انهيار" البنيات التحتية المخصصة لاستقبال الوافدين، لا سيما أن مشكل الهجرة قد انضاف إلى الأزمة الصحية التي يُكابدها الأرخبيل. وأوضحت المنشورات الإسبانية أن موعد الزيارة الحكومية غير محسوم إلى غاية الآن، لكنه مُرتقب في الشهر المقبل، في انتظار الاتفاق مع المستثمرين الإسبان على تحديد أيام الزيارة مثلما هو معتاد في هذه النوعية من اللقاءات الرسمية. ولم تستبعد وسائل الإعلام في الجار الإسباني مناقشة التطورات الأخيرة في الصحراء المغربية، خاصة مع تدعيم بابلو إغليسياس، زعيم حزب بوديموس المُشارك في الائتلاف الحكومي الإسباني، مطالب جبهة "البوليساريو" على خلفية التدخل الأمني الذي قامت به القوات المسلحة الملكية بالكركرات. وقد أشادت أرانتشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، بالجهود المغربية في محاربة ظاهرة الهجرة غير النظامية، مؤكدة أن الرباط تتعاون بشكل كبير مع مدريد للحد من تدفق الأعداد الكبيرة ل"قوارب الموت"، مؤكدة أن "أزمة الهجرة" في جزر الكناري مردها إلى شبكات إجرامية تُناط بها مهمة تهريب مُهاجري "القارة السمراء". وفي السياق ذاته، استبعد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، يوم الجمعة المنصرم بالرباط، نقل المهاجرين من جزر الكناري إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك بعد ارتفاع وتيرة وصول المهاجرين غير النظاميين إلى جزر الكناري بشكل غير مسبوق في الأشهر الأخيرة.