تذكروا هذا الرجل جيدا. إنه عمي الذي يستعمل الأنابيب للوصول إلى ريان أفقيا، بعد انتهاء مرحلة الحفر عموديا. إنه أحد المهندسين الذين استماتوا في رسم مخطط لانقاذ ريان. انتبهوا له لصرامة وجدية ملامحه، هو الذي بظهر لكم في اكثر من صورة وهو يرتدي تريكو سماوي، وقد راكم من التجربة والخبرة ما يجعله واثقا من الخطوات التي يقوم بها. المسافة الفاصلة للوصول الى ريان هي متر ونصف، وسيتم ادخال الانبوب الأول ثم حمايته بصهريج من فوق تحسبا لسقوط أي أتربة من الجهة العليا، ثم يتم بعد ذلك ادخال الأنبوب الثاني. المرحلة الأخيرة لحفر منفذ يؤمل أن ينتشل منه الطفل ريان لازالت متواصلة بحذر شديد، وتوقف متقطع بسبب انهيارات جزئية للتربة الطفل ريان قضى يومه الرابع في قاع البئر ومصيره يخطف الأنفاس في المغرب وفي العالم وسط ترقب وآمال عريضة بنهاية سعيدة. المنقذون حفروا نفقا بعمق 32 مترا يوازي البئر الجافة الضيقة التي سقط فيها الطفل عرضا، وحفروا فجوة أفقية لنحو ثلاثة أمتار، بعد دراسة تقنية لفريق من المهندسين الطبوغرافيين وأخصائي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر. طاقم متخصص جاهز وعلى أهبة الاستعداد لولوج الفجوة الأفقية على أمل الوصول إلى الطفل. المنقذون يستعينون بأنابيب حديدية لتثبث جنبات الفجوة وتفادي مخاطر أي انجراف، في أجواء يخيم عليها التوتر والترقب. هشاشة التربة وخطر انجرافها وتجمهر نحو 5000 شخص في محيط موقع الحادث كلها عوائق واجهت فرق الإنقاذ. الأجواء الباردة ليلا لم تمنع الآلاف من الاستمرار متجمهرين حول موقع الحادث، في المنطقة الجبلية، حتى أنهم أعاقوا وصول معدات إضافية لفرق الإنقاذ، ومنهم من جاء من مدن بعيدة. فرق الإنقاذ تشعر بالعياء لكنها صامدة تقاوم على الرغم من الطوارئ غير المتوقعة، وسط تخوف من هطول أمطار مع رصد اقتراب حالة جوية ممطرة.