بعد نحو عام من طرد القوات المسلحة المغربية لعناصر من جبهة البوليساريو من معبر الكركرات، في عملية عسكرية ناجحة سمحت بقوافل الشاحنات بالمرور من المغرب إلى موريتانيا مما سمح بتأمين التجارة الدولية المتجهة نحو إفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذا الصدد، نشرت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي"، تقريرا حول التغييرات التي حدثت منذ العملية العسكرية المغربية والتي جعلت في مجملها حركة المرور والتجارة آمنة وسلسة. وأوضح التقرير الإسباني أن جبهة البوليساريو خرقت الهدنة المتفق عليها مع المغرب في عام 1991، مما كان سببا رئيسا في تصاعد التوترات بين المغرب والجزائر الداعمة للجبهة الانفصالية، إلى مستويات لم تشهدها منذ عقود. وقالت "إيفي" إنه وقبل أربعة أيام من الذكرى السنوية لعملية الكركرات، سمح المغرب للمسافرين، وليس فقط الشاحنات، بالمرور عبر المعبر المغلق منذ أشهر في وجه المسافرين بسبب الوباء. وذكرت بأن الممر يتكون من مركزين حدوديين، أحدهما على الجانب المغربي والآخر على الجانب الموريتاني، ويمتد ما يقرب من أربعة كيلومترات من الصحراء الرملية بينهما. وأضافت الوكالة أن المغرب منذ العام الماضي، سمح ببناء مدينة حدودية، وأذن بافتتاح محطات وقود جديدة (كانت هناك محطتان وفي العام الماضي تمت إضافة ثلاث محطات)، ومباني تجارية، ووكالات تحويل أموال، ومطاعم و جزارين ومسجد. في العام الماضي، حسب ذات المصدر، وسع المغرب نفوذه على المنطقة العازلة من خلال إنشاء نقطة تفتيش في نهاية الطريق حيث ينتهي الأسفلت، مكونة من حاويتين معدنيتين كبيرتين؛ تدار من قبل عناصر الدرك المغربي، الذين يقومون بتفتيش جميع المركبات التي بها كلاب بوليسية. وسجل التقرير الإسباني، أن معبر الكركرات كغيره من المناطق الحدودية المغربية، تسجل فيه أجهزة الأمن المغربية أمتعة المسافرين وتتحكم في وثائق سفرهم وتضع ختم الدخول أو الخروج في بيئة روتينية وسلسة. وأشار التقرير إلى أن الوجود المغربي في الكركرات أعطى أمانا للمناطق الموريتانية الحدودية من أجل التنقل والتجارة بين البلديت، حيث أن الوجود العسكري المغربي والموريتاني الكبير على جانبي الحدود حال دون تسلل مقاتلي البوليساريو ومنْع المهاجرين من جنوب الصحراء من المرور. وأردف التقرير الإسباني بأن موريتانيا بدورها استفادت من المساعدات المغربية لشق طريق آخر يربط حدوده بالطريق الاستراتيجي نواذيبو نواكشوط، حيث يدرك سائقو سيارات الأجرة والشاحنات مزيدًا من الأمان. ويفتح الممر في الساعة التاسعة صباحًا ويغلق في الساعة السابعة مساءً. على الرغم من أن معظم مستخدميها هم من شاحنات الشحن التي تتنقل بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، إلا أن هناك أيضًا ركاب من دول في المنطقة وحتى بعض السياح يمرون خلال المعبر، تضيف إيفي. وقالت أيضا إن حافلة صغيرة تعمل على طول الكيلومترات القليلة التي تفصل بين النقطتين ااحدوديتين، وخاصة سائقي سيارات الأجرة الموريتانيين الذين لا يدخلون الأراضي التي يسيطر عليها المغرب ولكنهم يفعلون ذلك بشكل مريح في موريتانيا. محمد معلينين واحد منهم. وهو رجل عسكري متقاعد ، يشرح لوكالة إيفي أنه يعمل منذ 20 عامًا في نقل الأشخاص من جانب واحد من المنطقة العازلة إلى الجانب الآخر، ويعتقد أن المنطقة قد تحسنت مع تزفيت الطريق وزيادة السلامة. وأكد هشام زين بدوره للوكالة، أن السائقين تعرضوا لانتهاكات من قبل البوليساريو، ويقول: "لقد أجبروك على منحهم نقوداً، وتركوك محجوبًا وانتظروا دون أي مبرر، وإذا كان لديك أي رمز للمغرب ، فإنهم يجبروك على إزالته". وفي تصريح آخر للوكالة، ذكر سائق أنه قبل عام "عانينا الكثير، من أجل العبور، كان عليك أن تدفع للمجرمين الذين أجبرونا على منحهم 500 درهم".