بنكيران في كل ليلة يحاول أن يكون فيها مبتسما، فرحا، مثل العريس في ليلة دخلته، تنقلب أفراحه إلى مضاجع. فمن يكون هؤلاء الذين يقضون مضجع "العريس" في ليلة دخلته؟. عندما حل بنكيران إلى الدارالبيضاء قبل أسبوع لترأس جلسة المؤتمر الجهوي لحزبه العدالة والتنمية، وجد في استقباله "نسيبة واعرة" لا يهمها إن كانت الليلة هي ليلة دخلة أو غيرها، وما يهمها سوى أن ينفذ مطالبها قبل الدخول في غرفة ساخنة. الأطر المعطلة، في كل المحطات التي حضرها بنكيران رئيس الحكومة، كانت حاضرة وآخرها مساء أمس بمراكش. المعطلون أبوا إلا أن يرفعوا شعار" ارحل" في وجه بنكيران، وهو المطلب الذي ظل يواجهه رئيس الحكومة بالعبارة التالية:" أعرف من أرسلكم". من الدارالبيضاء، وجدة، إلى طنجة ووصولا إلى مراكش، كان المعطلون يقتحمون تجمعات رئيس الحكومة مرددين شعارات تصدح بها حناجرهم، فيما الصفير يعلو في القاعات واماكن التجمعات، ليتطور المشهد أكثر وتتم مهاجمته بالحصى كما حدث أمس بمراكش مطالبين إياه بالرحيل بعد أن نكث وعده ولم يتم توظيفهم. العدالة والتنمية وخصوصا بنكيران، كان في كل مرة يحتج عليه المعطلون، يرمي الكرة في ملعب خصم لا يكشف عنه بالمباشر، لكن يعبر عنه بلغة "التماسيح والعفاريت" ويقول على أن هؤلاء التماسيح هم من أرسل هؤلاء المعطلين إليه لافساد ليلة دخلته. هو صراع بين بنكيران وتماسيح يعرفها وتعرفه توظف فيه الأطر المعطلة على حد تعبير بنكيران أمس بمراكش، فهل فعلا: الأطر المعطلة قنطرة للصراع بين العفاريت والتمساح بنكيران كما أسماه بنعزوز القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة؟ وحدها الأيام القادمة كفيلة لخروج هاته الأطر لتبرير موقفها الذي بات مشككا فيه داخل أوساط الحزب الذي يقود حكومة نصفها ملتحي.