حاصر العشرات من المحتجين التجمع الخطابي لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لدعم مرشحه بدائرة جليز النخيل بمراكش للانتخابات الجزئية، ورفعوا شعارات أمام رئيس الحكومة يطالبون بتسوية وضعيتهم القانونية وعوض أن يقوم بنكيران بالإنصات إلى مطالب المحتجين عند إلى ترديدهم شعارات مضادة من مثيل "المشوش اطلع برا وبنكيران هاهو"، واتهم جهات أسماها بالتماسيح والعفاريت بإرسال هولاء المحتجين، ولم يستطع بنكيران أن يلقي كلمته كما كان يريد وكانوا يقاطعونه بين الفينة والأخرى بساحة باب دكالة التي تم اختيارها للتجمع أول أمس الإثنين. ولقد كان من بين المحتجين الذين حضروا للاحتجاج ضد بنكيران التنسيق الميداني للأطر العليا المعطلة والجمعية الوطنية للمعطلين حاملي الشهادات والتكتل الوطني لأساتذة سد الخصاص وخريجو وطلبة معهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي،... حيث رددوا شعارات "لا جنوب لا شمال أولاد الشعب بحال بحال"، وقد عطلت أصوات هؤلاء المعطلين بنكيران عن إلقاء كلمته حيث ظل واقفا لعدة دقائق فوق المنصة يتابع احتجاجات المتظاهرين أمامه في انتظار إسكاتهم، لكن المطالبين بحقوقهم ظلوا يحتجون على رئيس الحكومة وبدت عليه علامة النرفزة والتوتر دفعت به بعدما ارتفعت أصواتهم أمام المناصرين في حملته الدعائية للمرشح أحمد المتصدق، إلى الدخول معهم في جدل حيث قال لهم في بداية كلمته "أنا أمسالي راسي"، في ظل انتظار توقف المحتجين إما أن يسكتوا أو يذهبوا إلى حالهم، والمعروف أن رؤساء الحكومات والمسؤولين الساميين على تدبير شؤون مواطنيهم والصراع من أجل تحسين سلم التنمية المعيشية والاجتماعية لمواطنيهم لا يجدون الوقت حتى في تحريك رؤوسهم.. وأمام الضوضاء والفوضى وغياب التنظيم لهذا التجمع وعدم إسكات المحتجين حاول بنكيران الدخول في توجيه شعارات مضادة للمحتجين، حيث قال لهم "سيروا فحالكم راه تضيعوا وقتكم"، "الاستمرار الاستمرار لا تراجع لا تراجع، لا للبلطجية لا للمشوشين لا للتماسيح، لا للعفاريت"، "المشوش اطلع برا بنكيران هاهو". هكذا تعامل رئيس الحكومة مع فئة من الشباب الذين يطالبون بالوظيفة وتحسين وضعيتهم بحيث كان يجب أن يطلب من المحتجين تشكيل لجنة على هامش هذا التجمع الخطابي ليتدارس معها الملفات المطلبية المطروحة مع العلم أن أكثر الوقت قد ضيعه في توجيه اللوم للمعطلين والمحتجين، وخرج من سياق العبارات التي كان يجب أن يلقيها لدعم مرشحه وركز في كلمته توجيه سهامه مرة أخرى إلى ما يسميهم بالعفاريت والمفسدين وأعداء الحكومة الذين يريدون إسقاطها دون أن يكشف مرة أخرى عنهم، لتظل سهامه غامضة وغير مركزة الهدف وظل يردد عبارات التشويش حتى قال بأن المحتجين جاؤوا ليفسدوا هذا التجمع وأن هناك أشخاصا من ورائهم. وأمام إحساسه بقوة مطالب المحتجين حاول بنكيران مرة أخرى تحويل التجمع الخطابي إلى حلقة لاستقراء شعبيته من خلال مطالبته من الحضور بأن من يريده يرفع يده ومن لا يريده يرفع يده، لقد حاول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية تجاهل مطالب المحتجين وتشبيههم بالمشوشين الذين جاؤوا ليفسدوا تجمعه ليجعلها مطية للحديث عمن يسميهم بالعفاريت والمفسدين، في وقت كان ينتظر فيه المتتبعون بأن تعطى خلال هذا الملتقى إحصائيات ونتائج تحرك الحكومة خلال هذه الفترة وما حققته من نسبة التنمية للمواطنين لإقناعهم وليس إفزاعهم بوجود عفاريت وتماسيح لا تريد هذه التنمية.