ارتفعت الاحتجاجات في لقاء حزبي عقد بمدينة أكادير يوم الأحد 23 سبتمبر، ضد رئيس االحكومة عبد الإله بنكيران ورفع المحتجون شعارا يقول "بنكيران هاهو والعمل فين آهوا"، و"أسمع ..اسمع..صوت الشعب". وأظهرت مقاطع فيديو بث على "يوتوب"، بنكيران وهو يشق طريقه بصعوبة وسط تجمهر المجتمعين حوله، قبل أن يصعد إلى المنصة ويحاول تهدئة المحتجين بالقول بأنه مستعد للتحاور معهم لكن ليس في تجمع جماهيري. وحسب ما ظهر من الفيديو فإن المناسبة كنت انعقاد المؤتمر الجهوي لحزب "العدالة والتنمية" بمنطقة سوس، وعكس الانضباط الذي عادة ماتعرفه تجمعات الحزب، شهد تجمع أكادير احتجاجات بدا معها رئيس الحكومة والحزب وهو في حالة عصبية عندما كان يحاول تهدئة المحتجين. وفي لقطات من الفيديو ظهر محتجون وهم يرفون لافتة تطالب بإطلاق معتقلين أمازيغ، بينما رفعت لافتات اخرى يصعب قراءة ما كتب عليها، وكان محتجون يلوحون بسترات ملونة تدل على أنهم من تنسيقيات الخريجين العاطلين عن العمل. وحسب مصادر من عين المكان فقد حاول الكاتب الجهوي للحزب عبد الجبار القسطلاني تهدئة المحتجين بالقول لهم بأن رئيس الحكومة لم يحضر لإيجاد حلول عمرت لسنوات عديدة. بقدرما هو موجود لإفتتاح اللقاء وتجديد التواصل مع الجماهير الغفيرة التي حجت الى عين المكان رغم الأجواء الممطرة التي عرفتها مدينة أكادير. وطبقا لفس المصادر فإن عدة تنسيقيات كانت حاضرة ورفعت مجموعات مختلفة من المطالب، من بينها تنسيقية عن ساكنة سفوح الجبال التي تعرضت مساكنها للهدم مؤخرا، وتنسيقية أخرى طالبت بالإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين، وتنسيقية نسائية ثالثة طالبت بالسكن من خلال شعارها "بنكيران هاهو والسكن فيناهو"، وتنسيقية أخرى تتكلم بصوت ساكنة أنزا وتدارت. وكان أعضاء هذه التنسيقيات يقاطعون بنكيران أكثر من مرة إلى أن نجحوا في انتزاع موعد معهم في مكتبه، إلا أن هذا الوعد لم يفلح في إسكات محتجين آخرين استفزوا بنكيران فرد عليهم بعصبية: "أنا عطيتكوم وعد باللقاء أشنوا بغيتوا مازال،أنا ماجيتش هنا باش تشوشوا علي، إلى مابغيتوني أنا مشايطش" ليتدارك الموقف بقوله للحاضرين "هادوك من أولاد الشعب الله إحسن العوان..ولاداعي أرجوكم لمطالبتهم بالرحيل"، فرفع أنصارهم حناجرهم مطالبين المحتجين بالرحيل مرددين كلمة "إرحل". ليكمل بنكيرانكلمته بتأكيده على أن الحكومة ستستمر في الصمود، وأضاف مخاطبا الحضور: "لا تسمحوا للمشوشين والمضللين بأن يفسدوا عليكم المغرب، ولن نسمح لهم نحن أن يفسدوا علاقتنا الجيدة مع الملك"، وأنهى كلمته بمجموعة من القضايا كان أهمها تأكيده أن الإرادة في مواصلة نهج الإصلاح في إطار الاستقرار، وأن الحكومة لن تستسلم وهي مصرة على مقاومة الفساد ووضع المغرب على أسس منطق جديد في تدبير الشأن العام يقوم على جعل الدولة والإدارة في خدمة المجتمع والمواطن، والإنهاء التدريجي للفساد وسياسة الريع كمنطق في التحكم. والقطيعة التامة مع سياسة "البيسطون"و"وباك صاحبي"، وتأسيس العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على قيم النزاهة وتكافؤ الفرص والعدل واحترام القانون، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بمسؤولية وجرأة على اقتراح الحلول وتنفيذها.