هي حالة فريدة واستثنائية لشابة تستيقظ كل صباح على الساعة الثالثة فجرا، وتحلق شعرها الناعم بانتظام لتظهر مثل الرجال، وترتدي ملابس الرجال، وتضع وشما كي تميل إلى الرجولة، كي لا تتعرض للتحرش. هي حالة فريدة، لأنها اختارت في سن مبكر وبعد خلاف مع أفراد من أسرتها، أن تنتقل من مدينة تطوان إلى مدينة مراكش، وأن تكتري محلا، وأن تنتقل من سوق الخضروات وهي تحمل سلعتها على "التريبورتر" إلى المكان الذي تكتريه لتبيع بضاعتها، تقول بالحرف في هذا الشأن:" ليس عيبا أن أبيع الخضراوات.. العيب هو الحرام.. أما الحلال ساهل" تكتري محلها في مراكش ب3000 درهم، بالإضافة إلى تكاليف كراء البيت الذي تقطن به، ولا تتأفف من إكراهات الحياة، وهي تواجه الحياة بعرق جبينها بعفة وكرامة وأنفة. ربما مكانها الطبيعي، بالنظر إلى سنها، أن تكون بين أفراد أسرتها، وأن تذيب الخلافات الأسرية، لكن، كيفما كان الحال، الشابة كما عايناها في السوق، نجحت في فرض احترام الجميع لها وهي تجني قوت يومها بكد وتعب وعناد مع إكراهات الحياة.