لم يكن التغير الحاصل في موقف فنزويلا تجاه الوحدة الترابية للمغرب سهلا، فالموقف الذي صدر يوم الجمعة الماضية عن رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية ورئيس فنزويلا بالنيابة، خوان غوايدو، القاضي بدعم بلاده الكامل لمقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع حول الصحراء المغربية يعتبر سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين وموقف كاراكاس من القضية منذ زمن الحرب الباردة فقد أكد غوايدو أن المقترح المغربي "يشكل الحل الوحيد لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة". وهذا الموقف "هو موقف رسمي بالرغم من أن غوايدو ليس رئيس دولة، إلا أن رئاسته للجمعية الوطنية الفنزويلية تمنحه صفة وازنة في المشهد السياسي والمؤسساتي في فنزويلا"، وفق تحليل للأستاذ الجامعي والخبير في علاقات المغرب مع الدول الناطقة باللغة الإسبانية، عبد العالي بروكي. وأوضح الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في تصريحات أدلى بها لموقع فبراير، أن هذا الموقف "يسير في اتجاه الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء في إطار السيادة المغربية"، مشيرا إلى أنه موقف لم يكن "في الحقيقة مفاجئا"، بالنظر إلى أن "المغرب بدوره يدعم غوايدو كما سبق له أن طالب بانتخابات ديمقراطية بهذا البلد (فنزويلا) الذي يعيش نظاما شبه ديكتاتوري". وأكد بروكيفي هذا الصدد على أن هذا الموقف هو نفسه الذي "كان على بعض الدول مثل إسبانيا أن تتخذه"، خاصة وأن "موقف المغرب من قضية الاستفتاء في إقليمكاطالونيا واضح ويحسب له (أي للمغرب)"، ليخلص إلى أن "عين العقل" هو أن تحدو إسبانيا وكذا "باقي الدول في أمريكا اللاثينية حذو موقف خوان كوايدو وأن لا تبقى مواقفها جامدة تجاه القضية". فزمن الحرب الباردة ولّى، يضيف الجامعي والباحث بمعهد الدراسات الإسبانية البرتغالية بالعاصمة الرباط، مؤكدا أن "التوجهات الإيديولوجية في العالم كلها تغيّرت بشكل جذري"، بحيث أصبح في وقتنا الحالي "الاقتصاد هو العامل المتحكم في مسارات الدول والعلاقات بينها، وخير دليل على ذلك هو أزمة كورونا الحالية"، على حد تعبير بروكي. تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية ورئيس فنزويلا بالنيابة، خوان غوايدو، أكد دعم بلاده الكامل لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وذلك في إطار السيادة المغربية. كما أعرب عن امتنانه للمغرب وللملك محمد السادس على "دعم الانتقال الديمقراطي في فنزويلا"، وذلك وفقا لما أعلنه الموقع الرسمي للجمعية الوطنية، عقب المباحثات الهاتفية التي أجرها غوايدو مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الخميس الماضي.