نجح العداء الإسباني محمد كتير الحوزي، الذي رأى النور في المغرب سنة 1998، في إحداث "ثورة" غير مسبوقة في الترتيب الإسباني للعدائين في سباقات مسافة ال3000 متر داخل القاعة، حيث نجح في إسقاط كل من فيرمين كاشو وإنريكي مولينا، بعد تسجيله لأفضل رقم قياسي في إسبانيا منذ 11 عامًا، بعد دخوله في الدقيقة 7:35.29 في سباق مدينة "كارلسروه" بألمانيا. ومثل الآلاف من المغاربة المهاجرين في الجزيرة الإيبيرية، فقد وصل والد كتير التراب الإسباني على متن قارب للهجرة، حيث توجه في البداية إلى منطقة "ويسكا" قبل أن يقرر الانتقال للاستقرار نهائيا ب"مولا" التابعة لمنطقة مورسيا. هناك قضى الشاب محمد طفولته وفيها يعيش حاليا، حيث يعتبرها بلده، ويؤكد: "أنا إسباني مائة بالمائة". ووفق ما نقلته وكالة "EFE" الإسبانية للأنباء، فقد بدأ العداء المغربي-الإسباني "غزواته" في الرياضة بلعب كرة القدم، لكنه وبالرغم من كونه يتميز بالسرعة إلا أنه من الناحية الفنية لم يكن جيدا للغاية، وفق اعترافه هو شخصيا بذلك. فقد كان ذلك يسبب غضبا لدى مدربه الذي قرر مرارا إبعاده عن المباريات. ولكن الفوز بمسابقة جامعية في ألعاب القوى قاده إلى تغيير هواه وتخصصه الرياضي، خصوصا بعد أن اكتشف كريستوبال كارلوس براعته في الركض حيث ألحقه بالنادي الذي يشرف عليه وخول له إمكانية تطوير مهاراته حتى أصبح عداء لامعا. استغرق منه الأمر مدة أربع سنوات من "الإجراءات البيروقراطية"، تقول الوكالة الإسبانية للأنباء، كي يحصل على الجنسية الإسبانية، حيث لم يحصل عليها حتى أكتوبر سنة 2019، وذلك عندما برز بقوة كرياضي واعد في مسابقات المسافات المتوسطة والطويلة، خصوصا بعد فوزه ببطولة إسبانية على الرغم من أنه كان يمكن أن لا يحصل على اللقب كونه "أجنبيا". ونجح محمد كتير في إنهاء عام 2020 بأداء رائع على ملعب سان سيلفستر فاليكانا، حيث احتل المركز السادس والثاني كأفضل لاعب إسباني بتوقيت 28:38. أما الإسباني الذي احتل الرتبة الأولى فهو وسيم أومايس (28:36)، وهو بدوره من والدين مغربيين. وسبق لكثير أن حصد عددا من الأرقام الهامة على المستوى المحلي، لكن في سباق "كارلسروه" بألمانيا قفز بمسيرته الرياضية قفزة نوعية وهامة جدا. فقد أحرز سباق ال3000 متقدما وأنهاه في توقيت (7:35.29)، ما جعله يتقدم على الجميع باستثناء العداء الكيني بيثويل بيرجن (صاحب الميدالية البرونزية في كأس العالم الأخيرة) والذي فاز بها بعد دخوله في توقيت 7:34.12، وهو أفضل رقم قياسي عالمي لهذا العام. ابن المهاجر المغربي تمكن بذلك من "إحداث ثورة في الترتيب العالمي"، حيث تقدم ب13 ثانية في ظرف سنة واحدة فقط (7:48.84 العام الماضي)، ليثبت نفسه كواحد من الأبطال الكبار في السباقات الطويلة داخل القاعة. كما تمكن من تجاوز العديد من العدائين المعروفين في إسبانيا لمدة سنوات في هذا المجال.