أشارت مجموعة من المصادر الحقوقية لموقع "فبراير.كوم" على أن اللقاء الذي عقده المقرر الأممي حول التعذيب خوان مينيديز بثلة من الحقوقيين مساء أمس السبت بمقر جمعية عدالة، كان مثمرا وإيجابيا. وأكدت ذات المصادر التي حضرت اللقاء، على أن الأرجنتيني استمع بإمعان إلى كافة تدخلات ممثلي الهيئات الحقوقية والتي أثارت جملة من القضايا التي تهم الجانب الحقوقي بالمغرب. وتطرق اللقاء حسب مصادر الموقع، إلى الوضعية القانونية لمعتقل تمارة، أو كما يسميه البعض "غوانتنامو المغرب"، مشيرة إلى ان الأرجنتيني خوان مينيديز يفكر في القيام بزيارة إليه، وهو ما سيخلق ارتباكا لدى أجهزة الدولة. وبدا من خلال اللقاء، الحديث عن وضعية المعتقل السري "ب ف 3" ومطلب التحفظ عليه قانونيا وقضائيا، يحمل بين طياته "غمزا ولمزا" للجينرال حسني بنسليمان والعنيكري الذين توجهت إليهما استدعاء من الوكيل العام بالرباط في إطار التحقيق حول اختفاء الحسين المانوزي عم رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف مصطفى المانوزي. وبخصوص وضعية سجون بنهاشم، اشارت ذات المصادر على أن المبعوث الأممي كان من خلال حديثه على دراية تامة بما يجري بداخلها، غير أنه طلب من هذه المنظمات الحقوقية تقارير كتابية ومستندات تؤكد ما يرد من عبارات في بعض من تقاريرهم بشأن الاعتداءات التي يتعرض لها مواطنون أساسا. ولم يفوت المقرر الخاص للأمم المتحدة للجنة الأممية حول التعذيب، الحديث عن وضعية المعتقلين السلفيين ومعتقلي بلعيرج، إلى جانب ملف الاعتداءات الارهابية "أركانة" بمراكش، مشيرة ذات المصادر إلى تطرقه كذلك، إلى وضعية شباب حركة 20 فبراير والاعتداءات التي تعرضوا لها أثناء اعتقالهم على يد قوات الأمن، بحيث تحدث الكثير منهم عن التعذيب. كما تطرق المبعوث الأممي إلى وضعية ضحايا سنوات الرصاص الصحية، وتماطل الدولة في تنفيذ قرارات هيئة الانصاف والمصالحة من حيث جبر أضرار الضحايا وعدم التغطية الصحية نتيجة استمرار تداعيات التعذيب منذ الاختطاف والاعتقال التعسفي. واشار مصدر حقوقي على أن المنظمات الحقوقية اغتنمت لقاءها مع خوان مينيديز للحديث عن وضعية المدافعين عن حقوق الإنسان والانتهاكات التي يتعرضون لها، وهو ما دفعه إلى مطالبته الحضور بتعزيز الإفادات بوثائق حتى يتولى بنفسه دراسة كل حالة على حدة باعتبار أن ما سمعه على حد وصفه "جدي ويستحق العناية والاهتمام" مؤكدا وهو محاط بمندوبيتين أمميتين وعضو عن مجلس حقوق الانسان على ضرورة تزويده بعناوين تواجد المخافر والمحتجزات السرية. كما تطرق اللقاء الحقوقي الذي حضرته كل من اللجنة الوطنية لمناهضة التعذيب، مرصد السجون، الجمعية المغربية لحقوق الانسان، العصبة المغربية لحقوق الانسان، الهياة المغربية لحقوق الانسان، جمعية عدالة، منظمة العفو الدولية فرع المغرب، المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، المنظمة المغربية لحقوق الانسان والمركز المغربي لحقوق الإنسان(تطرق) إلى وضعية المهاجرين الأفارقة والمعاملة القاسية والمهينة التي يتعرضون لها، وكذا وضعية الخادمات والمرضى عقليا الذين تطرق إليهم تقرير اليزمي قبل أيام. ولم يفوت الحقوقيون الذين أسسوا كما سبق للموقع أن انفرد بذلك في خبر سابق آلية وطنية للوقاية من التعذيب، حديثهم عن إمكانية دعم وتزكية مرافعات الحركة الحقوقية في هذا الصدد. يشار ان زيارة خوان مينيديز، التي تتسم بنوع من السرية في عدم تحديد الوجهات التي سيقصدها من شأنها أن تخلق ارتباكا لأجهزة الدولة، خصوصا أنه قد يستدعي مسؤولين كبار لاستفسارهم حول ما يفيده لإعداد تقريره الذي يبقى سريا إلى حين عرضه على أنظار" مجلس حقوق الإنسان" و"الجمعية العامة للأمم المتحدة". ومن شأن التقرير الذي سيقدمه المقرر الخاص إلى الأمين العام للأمم المتحدة، إعفاء بان كي مون، من الاعتماد على تقارير المنظمات غير الحكومية، ويعتبر مرجعا بالنسبة إليه في موقفه بخصوص تمديد بعثة المينورسو في السنة المقبلة، كما أنه قد يؤكد أو ينفي ما ورد في تقرير مبعوثه الخاص "كريستوفر رسو" الأخير.