إننا نتجه نحو المجهول وأرقام الإصابة بالفيروس في تصاعد مقلق وأنتم أطباء ومعندي منخبي عليكم..". بهذه الصراحة والوضوح تحدث محمد اليعقوبي والي جهة الرباط في لقاء جمعه قبل قليل مع أصحاب المصحات الخاصة بالجهة، وفق نقله موقع "آذار" عن مصدر مطلع. اليعقوبي، الذي طلب من أصحاب المصحات الخاصة أن يظل هذا اللقاء "سريا"، ذهب أبعد من ذلك ودعاهم إلى الاستعداد لكل الاحتمالات الممكنة لمواجهة هذا الفيروس القاتل. وأول خطوة في هذه المواجهة، حسب اليعقوبي، هي ضرورة تخصيص أسرة طبية إضافية خاصة بمعالجة المصابين داخل المصحات الخاصة تحسبا لأي طارئ. "إن مستشفى الشيخ زايد بالرباط أو غيره لم يعد يتسع لجميع الحالات المصابة..". يقول الوالي اليعقوبي الذي حذر أيضا مما أسماه "العلاج السري للحالات.."، في إشارة الى إحدى المصحات التي تسترت ربما على علاج بعض الحالات. اليعقوبي حذر أيضا في هذا اللقاء مع أصحاب المصحات الخاصة من علاج أشخاص مصابين قادمين من مدن أخرى بدون إذن من السلطات المختصة هنا بالجهة.. ولأن وضعية الوباء أصبحت مخيفة، لم يستبعد اليعقوبي أن تستعين السلطات أيضا بخدمات الأطباء في القطاع الخاص من خلال تخصيص بعض الأسرة الطبية داخل عياداتهم لاستقبال المصابين بالكوفيد لتخفيف العبء والضغط على المستشفيات العمومية. وكان حمضي الطبيب والباحث في قضايا السياسات والنظم الصحية، قد أكد في حوار ل"فبراير.كوم"، على أن الحزم في محاربة الوباء، يجب أن يعتمد على ركيزتين أساسيتين، الأولى وعي المواطنين والتزامهم باحترام حقيقي للتدابير الصحية، وحماية أنفسهم من الفيروس، الذي يمكن أن يمس حوالي 70 او 80 في المئة من المغاربة، وربما أكثر في حالة استمر الوضع على ما هو عليه، والثانية المنظومة الصحية وضرورة اعادة ضبط ادائها وتكيفها مع المستجدات الحالية." وفي هذا السياق، أوضح حمضي،في تصريح خص به "فبراير"، أن المنظومة الصحية، تتحمل جانبا من المسؤولية في تفاقم الوضع، وانتشار الفيروس بين المغاربة، بسبب التأخر الحاصل في تشخيص الحالات التي تظهر عليها الأعراض، والمخالطين، مما يؤدي إلى تفشي أكثر للفيروس." المنظومة الصحية يوضح أكثر حمضي، تتأخر في الاستجابة لنداءات بعض المصابين المحتملين، لأكثر من 3 أيام، مضيفا أن هناك "مجموعة من المواطنين يحملون الفيروس وتظهر عليهم اعراض المرض، لكن يرفضون الذهاب للمستشفى لإجراء الاختبارات، وبالتالي يتدهور وضعهم الصحي وينقلون في وضع صحي حرج ما يزيد احتمال وفاتهم." وثانيا يقول حمضي أن هناك استهتار من طرف بعض الفئات بالفيروس، وعدم احترام التدابير الصحية، بعد رفع الحجر الصحي في المملكة، وبالتالي، ينقلون الوباء لأفراد ذوي مناعة ضعيفة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، داخل عائلتهم وفي الشوارع، بالإضافة لما أصبحنا نلاحظه من اصابات كثيرة تهم الشباب وجزء كبير منهم يملؤون اقسام الانعاش في حالات حرجة من الاصابة." وحول نجاعة فرض الحجر الصحي واغلاق المناطق، للحد من تفشي كورونا، أبرز المتحدث ذاته، أنه ليس له فعالية شاملة ومطلقة لوحده، وفي غياب استغلال فترة تطبيق الاجراءات الترابية لتغيير سلوك المواطنين ومراجعة أداء المنظومة الصحية، سوف تعود حالات الإصابة في ارتفاع في الوقت الذي سوف يتم فيه رفع هده الاجراءات، موضحا أن الحجر الصحي " يعطي فقط فرصة أكثر للمنظومة الصحية وللمواطنين لمراجعة سلوكاتهم وطرق مواجهتهم للوباء." وبالنسبة لمقاومة المنظومة الصحية لإرتفاع حالات الإصابة وتطورها، أشار أن الحالات المسجلة الآن، أدت إلى تدهور المنظومة الصحية، وفي حالة تطور الوضع أكثر واذا استمرت الحالات في الارتفاع، قد يؤدي ذلك إلى انهيار المنظومة الصحية ككل، ولن يقدر على مسايرة الوضع الوبائي، مبرزا أن معدل قدرة النظام الصحي الاستشفاء للمصابين في المستشفيات واقسام الانعاش، محدودة جدا، وقد راينا منظومات صحية بأوروبا مقبلة على الانهيار عند بداية الوباء، رغم تطورها، حيث لم تصل معدلات الاصابة يومها حتى واحد في المائة من الإصابات النشطة، بسبب ارتفاع الاصابات في وقت قصير." وأبرز أن بروتوكول العلاج مرضى "كوفيد 19′′ بمنازلهم أعطى نتائجه في الدول التي اشتغلت به، مشيرا أن هذا الإجراء سيزيد من إقبال الأشخاص على إجراء التحليلات المخبرية للكشف عن الفيروس، وسيسهل ويسرع تشخيص الحالات المصابة، وسيزيد من حماية عائلته، وباقي المواطنين في الشوارع وفي الفضاءات العامة." الطريقة يضيف الدكتور، ستزيد من الاطمئنان لدى بعض المواطنين، بعد تخوفهم من نقلهم للمستشفيات الميدانية، وسيزيد من احتمال الكشف المبكر للإصابات، وبالتالي تجنب ارتفاع أعداد الوفيات في صفوف المصابين."