بعد رفع الحجر الصحي بالمغرب، ومع توالي تسجيل أعداد الإصابات بفيروس كوفيد 19، ظهر جليا أن المملكة تتجه إلى السيناريو الذي وضعته المندوبية السامية للتخطيط، في حالة رفع الحجر بدون قيود وتدابير، والذي سينتج عنه اصابة نصف سكان المغرب، وهو الرقم التي اعتبره الطيب حمضي رئيس النقابة الوطنية للطب العام، سهل التحقق وأكثر منه، في حالة لم يتم التعامل مع هذا الوباء بكثير من الحزم." حمضي الطبيب والباحث في قضايا السياسات والنظم الصحية، أكد على أن الحزم في محاربة الوباء، يجب أن يعتمد على ركيزتين أساسيتين، الأولى وعي المواطنين والتزامهم باحترام حقيقي للتدابير الصحية، وحماية أنفسهم من الفيروس، الذي يمكن أن يمس حوالي 70 او 80 في المئة من المغاربة، وربما أكثر في حالة استمر الوضع على ما هو عليه، والثانية المنظومة الصحية وضرورة اعادة ضبط ادائها وتكيفها مع المستجدات الحالية." وفي هذا السياق، أوضح حمضي،في تصريح خص به "فبراير"، أن المنظومة الصحية، تتحمل جانبا من المسؤولية في تفاقم الوضع، وانتشار الفيروس بين المغاربة، بسبب التأخر الحاصل في تشخيص الحالات التي تظهر عليها الأعراض، والمخالطين، مما يؤدي إلى تفشي أكثر للفيروس." المنظومة الصحية يوضح أكثر حمضي، تتأخر في الاستجابة لنداءات بعض المصابين المحتملين، لأكثر من 3 أيام، مضيفا أن هناك "مجموعة من المواطنين يحملون الفيروس وتظهر عليهم اعراض المرض، لكن يرفضون الذهاب للمستشفى لإجراء الاختبارات، وبالتالي يتدهور وضعهم الصحي وينقلون في وضع صحي حرج ما يزيد احتمال وفاتهم." وثانيا يقول حمضي أن هناك استهتار من طرف بعض الفئات بالفيروس، وعدم احترام التدابير الصحية، بعد رفع الحجر الصحي في المملكة، وبالتالي، ينقلون الوباء لأفراد ذوي مناعة ضعيفة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، داخل عائلتهم وفي الشوارع، بالإضافة لما أصبحنا نلاحظه من اصابات كثيرة تهم الشباب وجزء كبير منهم يملؤون اقسام الانعاش في حالات حرجة من الاصابة." وحول نجاعة فرض الحجر الصحي واغلاق المناطق، للحد من تفشي كورونا، أبرز المتحدث ذاته، أنه ليس له فعالية شاملة ومطلقة لوحده، وفي غياب استغلال فترة تطبيق الاجراءات الترابية لتغيير سلوك المواطنين ومراجعة أداء المنظومة الصحية، سوف تعود حالات الإصابة في ارتفاع في الوقت الذي سوف يتم فيه رفع هده الاجراءات، موضحا أن الحجر الصحي " يعطي فقط فرصة أكثر للمنظومة الصحية وللمواطنين لمراجعة سلوكاتهم وطرق مواجهتهم للوباء." وبالنسبة لمقاومة المنظومة الصحية لإرتفاع حالات الإصابة وتطورها، أشار أن الحالات المسجلة الآن، أدت إلى تدهور المنظومة الصحية، وفي حالة تطور الوضع أكثر واذا استمرت الحالات في الارتفاع، قد يؤدي ذلك إلى انهيار المنظومة الصحية ككل، ولن يقدر على مسايرة الوضع الوبائي، مبرزا أن معدل قدرة النظام الصحي الاستشفاء للمصابين في المستشفيات واقسام الانعاش، محدودة جدا، وقد راينا منظومات صحية بأوروبا مقبلة على الانهيار عند بداية الوباء، رغم تطورها، حيث لم تصل معدلات الاصابة يومها حتى واحد في المائة من الإصابات النشطة، بسبب ارتفاع الاصابات في وقت قصير." وأبرز أن بروتوكول العلاج مرضى "كوفيد 19′′ بمنازلهم أعطى نتائجه في الدول التي اشتغلت به، مشيرا أن هذا الإجراء سيزيد من إقبال الأشخاص على إجراء التحليلات المخبرية للكشف عن الفيروس، وسيسهل ويسرع تشخيص الحالات المصابة، وسيزيد من حماية عائلته، وباقي المواطنين في الشوارع وفي الفضاءات العامة." الطريقة يضيف الدكتور، ستزيد من الاطمئنان لدى بعض المواطنين، بعد تخوفهم من نقلهم للمستشفيات الميدانية، وسيزيد من احتمال الكشف المبكر للإصابات، وبالتالي تجنب ارتفاع أعداد الوفيات في صفوف المصابين." سيناريو رفع الحجر الصحي الواسع حسب المندوبية السامية للتخطيط: يهدف هذا السيناريو إلى رفع الحجر الصحي عن السكان النشطين العاملين فقط الذين تقل أعمارهم عن 65 سنة، وأقل من 15 عاماً ولا يعانون من مرض مزمن، وعددهم يقدر ب16,7 مليون نسمة، بهدف إعادة فتح الاقتصاد موازاة مع عودة تدريجية للأنشطة الاجتماعية، ويفترض هذا السيناريو وجود 2000 حالة مصابة نشطة في وقت تطبيقه. وسيُسبب هذا الرفع زيادة في عدد الاتصالات في اليوم بنسبة 24 في المائة وبالتالي ارتفاع عدد الإصابات بمعدل انتشار يصل إلى 0,94 في حالة الحفاظ على تدابير الوقاية الذاتية. محاكاة هذا السيناريو ستنتج عنه 31663 حالة إيجابية مؤكدة في مائة يوم، مع ذروة 3200 حالة إصابة نشطة، وهذا سينتج عنه حاجة قصوى إلى 3200 سرير، و160 سرير إنعاش، وهو ما سيؤدي إلى 1266 حالة وفاة. وفي حالة تطبيق هذا السيناريو بدون تدابير الوقاية الذاتية، سيصل عدد المصابين في غضون مائة يوم إلى 844 ألف حالة، وبهذه الوتيرة ستملأ القدرة الوطنية للإنعاش في غضون 50 يوماً، وفي غضون مائة يوم لن يكون بمقدور النظام الصحي استشفاء إلا 7 في المائة من الحالات النشطة. أخر المستجدات الوبائية بالمغرب: قالت وزارة الصحة مساء يومه الأحد 16 غشت الجاري، أن التحليلات المخبرية التي أجريت في مختلف مختبرات المملكة، أكدت تسجيل 1472 حالة إصابة جديدة بفيروس كوفيد19، لترتفع بذلك الحصيلة الاجمالية للمصابين إلى 42489 حالة إصابة مند بداية الجائحة. وتتوزع الحالات الجديدة حسب ما كشفت عنه الوزارة على مختلف جهات المملكة، حيث سجلت في كل من جهة مراكشآسفي 303 حالة، تم تسجيل 209 حالة منها بمراكش،و 40 حالة بالرحامنة، فيما تم تسجيل 28 حالة بالحوز، و12 حالة بأسفي، و9 حالات بشيشاوة، و3 حالات باليوسفية، وحالتين بالقلعة." فيما تأكدت بجهة فاس مكناس 225 حالة، تتوزع حسب المدن على الشكل التالي: فاس 63 حالة، و مكناس 39، وسجلت تازة 34 حالة ، فيما تم تسجيل بصفرو 32 حالة، وبولمان 24 حالة، وتاونات 18 حالة، وفران 7 حالات، ومولاي عقوب 6 حالات، ولحاجب 2 حالات." جهة بني ملالخنيفرة سجلت 224 حالة، تتمركز 150 حالةمنها بمدينة بني ملال، وسجلت الفقيه بنصالح 31 حالة، فيما تم تسجيل بخنيفرة 27 حالة، وخريبكة 14 حالة، واخيرا ازيلال حالتين." وجهة الدار البيضاءسطات 221حالة، تم تسجيلها، بمدينة الدار البيضاء 192 حالة، والمحمدية 11 حالة، والنواصر 7 حالات، ومديونة 5 حالات، والجديدة 5 حالات، فيما تم تسجيل حالة واحدة ببرشيد وأوضحت نفس المعطيات، أنه تم في جهة طنجةتطوانالحسيمة تسجيل 145 حالة، و150 حالة بجهة الرباطسلا، فيما سجلت درعة تافيلالت 112 حالة إضافية. من جانب آخر، سجلت الجهة الشرقية 31 حالة، وسوس ماسة 28 حالة، في الوقت الذي تم فيه تسجيل 22 حالة جديدة في الداخلة واد الذهب، و3 حالات بالعيون الساقية، و8 حالات في جهة كلميم واد نون. وأوضحت الوزارة الوصية في الندوة الصحفية اليومية، أن معدل الاصابة التراكمي للفيروس وصل إلى 117 كل 100 الف نسمة. من جانب اخر، أكدت الوزارة أنه تم خلال 24 ساعة الماضية تسجيل ما مجموعه 778 حالة شفاء جديدة، ليرتفع العدد التراكمي للمتعافين من مرض كوفيد19 الى 29344 حالة، مند بداية انتشار الفيروس، أي بنسبة تعافي بلغت 70 في المائة. وأكد معاد لمرابط، في التصريح الصحفي اليومي الخاص بكشف مستجدات الوباء في المغرب، أن الحصيلة الاجمالية للوفيات بسبب فيروس كوفيد19، قد ارتفعت الى 658 حالة، بعدما تم تسجيل 26 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة الماضية بمعدل فتك بلغ 1.58 %. وبخصوص الحالات النشطة التي لازالت تتلقى العلاج في مختلف مستشفيات المملكة، فقد بلغ عددها حسب الوزارة 12487حالة، توجد 161 في حالة حرجة، 65 منها حالة تحت التنفس الاصطناعي. وبعد اجراء 2 من التحليلات المخبرية الخاصة بالكشف عن ‘كورونا'، تم استبعاد 20907 حالة، ليبلغ مجموع الحالات المستبعدة 1563124 حالة مند بداية الجائحة، حسب الوزارة الوصية.