منذ الإعلان عن تفشي وباء كورونا بالمغرب، وما رافقه من اتخاذ تدابير احترازية على جميع المستويات، قررت وزارة التعليم، توقيف متابعة الدراسة بالمدارس العمومية والخاصة واللجوء إلى التقنية « التعليم عن بعد »، وهو ما أثار العديد من الإشكالات خصوصا على مستوى التعليم الخصوصي. في هذا السياق، علمت « فبراير »، أن المؤسسة الخاصة « سلسبيل »، المتواجدة بمدينة سلا، والتي تعود في ملكية أحد قيادات حزب العدالة والتنمية المسير للحكومة، عملت بكل الوسائل الغير قانونية على إرغام أباء وأولياء التلاميذ، على أداء رسوم التمدرس، رغم توقيف الدراسة، وعدم مواكبة الدروس عن بعد، وتقديم الدروع عن طريق تطبيقات ذي جودة رديئة. في هذا الصدد، قال رحوني يونس، رئيس جمعية أباء وأولياء التلاميذ بالمدرسة الخاصة « سلسبيل »، إنه « بعد قرار الوزارة الوصية توقيف الدراسة الحضورية يوم 16 مارس درء لمخاطر تفشي كوفيد 19. قامت مؤسسة سلسبيل الخاصة وبشكل أحادي بتشكيل مجموعات واتساب بأرقام الآباء والأمهات قصد استهداف المتعلمين من خلال حصص عبر هذه القناة. مما سبب ارتباكا كبيرا في أوساط الأسر التي لم تشاورها المؤسسة في اختيار هذه الوسيلة. ناهيك عن تهميش دور جمعية الاباء والأمهات ». وأكد الرحموني في حديثه مع « فبراير »، على أنه « من المشاكل التي واجهتنا عدم توفر الأبناء على هواتف لأنه من غير السليم تزويدهم بهذه الأداة التي قد تعرضهم للعديد من المخاطر، كما أن الآباء والأمهات يتواجدون في العمل مما يصعب مأمورية التواصل، ضغط كبير على الهواتف لكثرة الرسائل والملفات الواردة من المجموعات »، مشيرا إلى « رداءة المحتويات والفيديوهات المصورة للدروس، والضغط النفسي الكبير على المتعلمات والمتعلمين للتعامل مع الأساتذة والتفاعل مع التعليمات والواجبات التي يضطر الآباء والأمهات للإجابة عنها، بالإضافة لأعباء جديدة للأسر من خلال الانخراط في الانترنت وشراء اللوحات الإلكترونية ». وشدد المتحدث ذاته، على أن « ردا على هذا التدبير قامت الجمعية بإنشاء مجموعة واتساب للتواصل فيما بينهم وتقييم إجراءات المؤسسة أثناء الجائحة. غير أننا فوجئنا برد سلبي من مديرها العام يتهم فيه الجمعية بالإبواق المأجورة وأنه يؤكد فعالية الواتساب بيداغوجيا ». وأشار رحموني إلى أنه « بعد ذلك طلبت الجمعية لقاء مع المسؤول لتدارس الوضع التعليمي ومناقشة سبل تجاوز رداءة وسيلة التواصل خدمة لفلذات أكبادنا. حيث دام الاجتماع خمس ساعات بدون نتيجة تذكر »، مضيفا أنه « بعد العطلة البينية قامت المؤسسة بتفعيل منصة teams للسادس فما فوق ومنصةaylearn لباقي المستويات غير أنها أبانت عن مشاكل كبيرة في استخدامها فقامت المؤسسة بدعوة الأسر لزيارتها قصد تنزيل البرنامج على حواسيبهم. لكن مبادرتهم باءت بالفشل بسبب ضعف هذه المنصة ». وزاد المتحدث ذاته، قائلا « في لقاء ثان مع المدير العام يوم…لم نتوصل أيضا بحل مناسب، فقامت الجمعية بتحرير عريضة استنكارية وقعها أغلب الآباء تندد بالإجراءات الترقيعية التي اعتمدتها المؤسسة بشكل أحادي في تدبير المرحلة »، مبرزا أن « الجمعية قامت بعدة مراسلات أخرى للجهات المسؤولة طلبا للتدخل حماية لمصالح الأسر وأبنائها وبناتها ». في ذات الموضوع، توصلت « فبراير » بشريط صوتي لمدير المؤسسة، يخاطب من خلاله أباء وأولياء التلاميذ، حيث وصف جمعيتهم ب »الأبواق المأجورة، تعيش في الماء العاكر، ويعتقدون أنهم يحسنون صنعا، لكنهم يقفون ضد مصلحة أبنائهم، ويحاولون تسفيه عمل المؤسسة وجهودها ». وقد لقي التسجيل الصوتي المذكور، استهجانا واسعا من لدن أباء وأولياء التلاميذ، والجمعية الممثلة لهم، معتبرين أن ما قالهم المدير العام للمؤسسة « اتهامات باطلة، لا تمت بصلة لأدبيات الحوار التي كان من المفروض اعتمادها لحل الأزمة ».