توفيت ليلة أمس بمدينة طنجة، عرابة كتاب المغرب ماري لويس بلعربي، مؤسسة مكتبة « كارفور دي ليفر »، عن عمر 91 عام، بعد صراع طويل مع المرض. ولدت في ماري لويس بمدينة مونبولييه في إقليم لي رو في جنوبفرنسا قرب البحر المتوسط لعائلة كبيرة وهي الابنة الرابعة من أصل سبعة أطفال، توجهت إلى باريس وعمرها 18 سنة في أوائل الخمسينات 1951 – 1950 ودرست فيها فرع المكتبات التي كنت تعشقها، تخرجت من الكلية وبدأت تبحث عن عمل وحصلت على عمل مباشرة في دار نشر جوليار لم يكونوا يبحثون عن محرر مكتبات أو أمين مكتبة وإنما عن سكرتيرة وشاءت الصدف أن كانت تحمل شهادة في الطباعة في الآلة الكاتبة التي درستها تحسبا للظروف. تمكنت ماري لويس من العمل في دار جوليار في قسم الصحافة مع جوليار وقد استمر عملها هناك سبع سنين أو ثمانية وبعدها التقيت بزوجها في باريس عند بعض الأصدقاء كنت تتردد كثيرا على الوسط المغربي، فقد كان رنيه جوليار يحرر نصوصا لكتاب مغاربة وخاصة الجزائريين المنفيين منهم بسبب الحرب الجزائرية وهكذا قابلت ذلك الشاب عند أصدقائها، أصبنا صديقين وانتهى الأمر بزواجهمت. رافقت زوجها إلى المغرب سنة 1962، وأنجبت منه طفلها مالك -الذي صار مشهورا بلقب الشاب مالك -، أتبعته بطفلتها مونية، ولها منهما اليوم خمسة أحفاد، والكثير من الذكريات الجميلة الثابتة، وما أعز الذكريات العالقة، في ذاكرة ممحية أو تكاد، وإلى جانبهم هناك أحفاد أكثر مما يمكن عدُه: مكتبة، آلاف الكتب التي نشرت ودعمت وعلمت، في سلسلة تصح فيها عبارة « صدقة جارية »، تجري في المكتبات والأسواق والخواطر. الزهايمر يجعل أجزاء منها تغيب، لكنها تراقب الإلتماعات في ذهنها بابتسامة واسعة . خصصت كل طاقتها لمهمة واحدة، هي تشجيع الكتاب إلى أكبر قدر ممكن، وجعلت الشعراء والكتاب فوق كل شيء، إلى درجة يمكن أن نقول أنها تقدس الكتاب، فالبنسبة لها الكاتب يستحق التشجيع والإكرام والمساعدة، وخصصت كل إمكانياتها لفعل ذلك، سواء أكان يكتب بالعربية أو الفرنسية، سواء بالنشر أو تنظيم اللقاءات للتعريف بالكاتب، في فرنسا والمغرب، وكتابة المقالات وتنشيط الندوات الإذاعية -ساعة اشتغالها في إذاعة الرباط مثلا، حيث في السبعينات كانت تنشط برنامجا إذاعيا حول الكتاب-، كما كانت توزع الكتب بيديها وتتابع العملية. ماري لويس بلعربي