حذرت منظمة الصحة العالمية من المبالغة في اتخاذ الإجراءات لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، في وقت قاربت فيه حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس في الصين الثلاثاء 1900 شخص. وارتفع بموازاة ذلك عدد الإصابات في الصين القارية إلى 72 ألفا و300 شخص، وإلى 900 في نحو 30 دولة أخرى في العالم. رغم هذه الأرقام، سعت منظمة الصحة العالمية الاثنين إلى الطمأنة، مؤكدة أنه خارج مقاطعة هوباي في وسط الصين، لم يصب فيروس كوفيد-19 سوى « نسبة صغيرة جدا من السكان » ويبلغ معدل وفياته حتى الساعة نحو 2% فقط. خارج الصين، يسجل أكبر عدد إصابات داخل سفينة « دايموند برينسس » السياحية، الموضوعة قيد حجر صحي منذ مطلع شباط/فبراير في خليج يوكوهاما قرب طوكيو. وتلقى ركابها البالغ عددهم أكثر من 3700 شخص أوامر بالبقاء في حجراتهم لأسبوعين. لكن تلك التدابير لم تمنع الفيروس من التفشي، فقد أصاب، بحسب آخر حصيلة، 542 شخصا على متنها، بعد اكتشاف 88 حالة إضافية الثلاثاء وفق وزارة الصحة اليابانية. بدأت دول عدة بإجلاء مواطنيها من على السفينة. وأجلي أكثر من 300 أميركي جوا إلى الولاياتالمتحدة حيث عليهم أن يقضوا 14 يوما في الحجر، وهي المدة القصوى لحمل الفيروس. وأعلنت لندن من جهتها الثلاثاء أنها ستجلي « بأسرع وقت ممكن » مواطنيها الموجودين على متن السفينة، وعددهم بحسب وسائل إعلام 74 شخصا . سجلت إصابة ثانية بين أربعة فرنسيين على متن السفينة، كما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية الاثنين، مؤكدة أن السلطات الصحية اليابانية تتولى معالجتهم. في الأثناء، اعتبر مدير عام منظمة الصحة العالمية أن من غير الضروري تعليق عمل كافة السفن في العالم أجمع، معربا عن معارضته لأي « إجراء شامل » بمواجهة الفيروس. وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافة « يجب أن تكون الإجراءات متناسبة مع الوضع، ومتخذة على أساس أدلة وعناصر مرتبطة الصحة العامة ». واضاف أن « انعدام الخطر غير وارد ». تأتي هذه الدعوة فيما تتعقب الشركة المشغلة لسفينة « وستردام » السياحية الأميركية أثر 1200 شخص كانوا على متنها، سمح لهم الأسبوع الماضي بالنزول في كمبوديا رغم المخاوف من احتمال إصابتهم بالعدوى. وشخصت السبت إصابة بالمرض لدى أميركية في الثالثة والثمانين من العمر كانت من ركاب السفينة ووصلت إلى ماليزيا. لكن عشرات الركاب الآخرين قد غادروا كمبوديا وعادوا إلى بيوتهم، ما يزيد من مخاوف أن يتسببوا بنشر الفيروس. ودافع رئيس الوزراء الكمبودي الثلاثاء عن قراره السماح لركاب السفينة بالنزول على أراضي بلاده بعدما رفضت عدة دول استقبالهم. وقال « نتهم بأننا أحضرنا الوباء إلى كمبوديا، لكن أي مواطن كمبودي لم يصب بعد بالمرض ». وأعلن مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين « إذا كنا مجبرين على وقف رحلات السفن حول العالم خشية من وجود إصابات محتملة على متنها، فأين سنتوقف؟ ». قال راين في مؤتمر صحافي في جنيف « هل يجب أن نوقف عمل الحافلات حول العالم؟ ». وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت من قبل معارضتها للقيود الصارمة على السفر مع منع الولاياتالمتحدة وأستراليا ونيوزيلندا دخول أجانب زاروا الصين مؤخرا إلى أراضيها. وألغيت كذلك أو أرجئت مؤتمرات تجارية ومباريات رياضية وتجمعات ثقافية، فيما علق عدد كبير من شركات الطيران الرحلات إلى الصين القارية. وبلغ عدد الوفيات الثلاثاء 1868 حالة . وتوفي مدير مستشفى في مدينة ووهان جراء انتقال العدوى إليه، كما أعلنت قناة « سي سي تي في » العامة. وبحسب آخر حصيلة، أودى المرض ب98 شخصا خلال الساعات ال24 الماضية، في تراجع لرابع يوم على التوالي لعدد الوفيات اليومية. وبلغ عدد الإصابات الجديدة الثلاثاء 1886، وهو أدنى عدد إصابات يومية منذ مطلع الشهر. وفي مناطق أخرى في العالم، توفي خمسة أشخاص حتى الآن في الفيليبين وهونغ كونغ واليابان وفرنسا وتايوان. وخارج هوباي المغلقة بهدف احتواء الفيروس، سجلت 79 حالة إضافية في الصين القارية، علما أن عدد الإصابات الإضافية اليومية خارج هوباي بلغ في 4 شباط/فبراير 890 إصابة. في الأثناء، أوقفت الصين معارضا انتقد إدارة السلطات للأزمة، كما أفادت الثلاثاء منظمة العفو الدولية. وأوضحت أن المعارض شو جييونغ الناشط في مكافحة الفساد والذي قضى عقوبة بالسجن بين 2013 و2017، أوقف السبت. وكان شو دعا في 4 شباط/فبراير إلى استقالة الرئيس شي جينبينغ، منتقدا إدارته للحرب التجارية وتظاهرات هونغ كونغ وتفشي وباء كورونا. رغم أن التوصل للقاح ضد المرض لا يزال بعيد المنال، طلبت السلطات الصينية الاثنين من المتعافين من الفيروس التبرع بدمائهم لاستخراج البلازما منها ونقلها للمرضى لعلاجهم. ويحتوي البلازما على أجسام مضادة قد تساعد على تخفيض عدد الفيروسات لمن هم في حال خطيرة. وبهدف مكافحة المرض بشكل أفضل، أعلنت الحكومة الصينية الثلاثاء إعفاء بعض المعدات الطبية الأميركية من الرسوم الجمركية المفروضة في إطار الحرب التجارية مع واشنطن. وكشفت لائحة نشرتها لجنة الرسوم الجمركية في الحكومة أن معدات تستخدم لنقل الدم أو لقياس الضغط الشرياني ستعفى من رسوم جمركية اعتبارا من الثاني من آذار/مارس. وتتخوف الشركات العالمية الكبرى من انخفاض على الطلب. وأعلنت « آبل » الاثنين أنها لا تنتظر تحقيق الإيرادات التي توقعتها للفصل الذي ينتهي في آذار/مارس بسبب انتشار الفيروس في الصين، وهو بلد أساسي للشركة الأميركية. وتراجعت الأسواق الآسيوية الثلاثاء مع تزايد المخاوف من انتشار الفيروس. وانخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1,4% عند الإغلاق، وهو رابع انخفاض له على التوالي. أما مؤشر هونغ كونغ، فقد تراجع بنسبة 1,3%، مع إعلان مصرف « إتش إس بي سي » عن تراجع بنسبة 33% لأرباحه وخطته إلغاء 35 ألف وظيفة. أما مؤشر شنغهاي، فقد تعافى من خسائره السابقة وأغلق على انخفاض بنسبة 0,1%. وخسر مؤشر سنغافورة 0,4%، وسيول 1,5% وتايبيه 1%. في غضون ذلك، أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية « تبكو » التي تدير تفكيك محطة فوكوشيما، عن خشيتها من تأخر وصول إمدادات لمعدات حماية يجري إنتاجها في الصين. وأوضح متحدث باسم الشركة لفرانس برس « لدينا الآن مخزون كاف، لكن من الممكن أن نعاني من صعوبات في الحصول على ثياب معينة من مزودينا الاعتياديين ».