بنهاية اليوم الجمعة، تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية دامت 47 عاما، في انفصال تاريخي سيحتفل به مناصرو البريكست، في وقت يثير مشاعر حزن لدى مؤيدي أوروبا. ومن المتوقع أن يشرع الجانبان في مفاوضات تجارية اعتبارا من فبراير/شباط المقبل. وستبقى معظم القوانين الأوروبية سارية، بما فيها تلك المتعلقة بالتجارة وتنقلات الأشخاص حتى آخر ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهي نهاية المرحلة الانتقالية للعلاقة بين الطرفين. ويجوز لبريطانيا طلب تمديدها سنة أو سنتين، غير أن رئيس الوزراء بوريس جونسون تعهد بعدم الإقدام على خطوة كهذه. ولن يؤدي هذا الخروج مباشرة إلى تغييرات كبرى ملموسة باستثناء العودة إلى جواز السفر الأزرق وليس جواز السفر الأوروبي، وإغلاق وزارة البريكست التي لم يعد لها داع. وقال جيل راتر « معهد الحوكمة » للأبحاث إن « بريطانيا تغادر كل المؤسسات السياسية الأوروبية » مضيفا « لكن بالنسبة للناس العاديين والشركات، لا شيء سيتغير ». ويشكل تحويل البريكست إلى خطوة ملموسة انتصارا لجونسون الذي نجح حيث فشلت سلفه تيريزا ماي التي خاضت مفاوضات طويلة وصعبة مع الاتحاد الأوروبي، ولم تتمكن من إقناع البرلمان بتمرير الاتفاق. نزعات الاستقلال وبعدما أعاد التفاوض على النص مع بروكسل، تمكن جونسون من تمريره في البرلمان نهاية يناير/كانون الثاني بسبب حصوله على غالبية قوية بالبرلمان قبل أن يصادق عليه نظيره الأوروبي في جلسة كانت مؤثرة جدا للنواب البريطانيين الأوروبيين عند رحيلهم. وستدخل لندن في مفاوضات موازية مع واشنطن الحليف التاريخي، بعدما أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب حماسة لهذا الانفصال معتبرا أنه يشكل آفاقا اقتصادية جديدة. وسيرأس جونسون اجتماع الحكومة اليوم في سندرلاند كخطوة رمزية باعتبارها أول مدينة جاءت نتائجها لصالح الخروج في استفتاء عام 2016، كما سيوجه خطابا إلى المواطنين قبل ساعة من الموعد النهائي. وجونسون (أبرز الشخصيات التي كانت وراء البريكست، والذي انتخب بغالبية كبرى في ديسمبر/كانون الأول على أساس وعد بإنجاز هذه الخطوة) يرغب في « توحيد » البلاد من أجل التمكن من المضي قدما. لكن هذا لا يمنع أشد أنصار الخروج من الاتحاد، وفي مقدمهم نايجل فاراج الشخصية الأساسية في البريكست، من الاحتفال بتحقق حلمهم أخيرا، وهم يعتزمون تنظيم حفل أمام البرلمان. وفي أسكتلندا المؤيدة لأوروبا، حيث أثار موضوع البريكست النزعات القديمة للاستقلال عن المملكة المتحدة، سيبقى العلم الأوروبي يرفرف فوق البرلمان.