أفاد شهود عيان بأن أربعة متظاهرين قتلوا في بغداد وكربلاء، الإثنين، فضلا عن إصابة أكثر من 90 آخرين في اشتباكات وقعت بين القوات الأمنية والمتظاهرين. وأبلغ الشهود أن "ثلاثة متظاهرين قتلوا وأصيب أكثر من 65 آخرين في مصادمات شهدتها المنطقة المحصورة بين جسر محمد القاسم وساحة الطيران ببغداد من ساعات الصباح وحتى عصر اليوم، بعد أن استخدمت القوات العراقية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع للتصدي لموجات المتظاهرين التي تحاول السيطرة على تقاطع محمد القاسم". وأوضح الشهود أن القوات العراقية طاردت المتظاهرين الذين أغلقوا الشوارع وسط مدينة كربلاء باستخدام الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع، مما تسبب بمقتل متظاهر وإصابة أكثر من 25 آخرين. وفي مدينة البصرة الغنية بالنفط، قالت مصادر أمنية إن سيارة مدنية دهست شرطيين وقتلتهما أثناء الاحتجاجات. وأضافوا أن السائق كان يحاول تفادي مكان الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن عندما صدم اثنين من أفراد الأمن. وكان متظاهرون أفادوا اليوم الإثنين بأن شوارع بغداد و9 محافظاتجنوبية شهدت اضطرابات أمنية وإغلاق الشوارع الرئيسية والجسور وإحراق الإطارات، في مسعى من المتظاهرين للضغط على الأحزاب والكتل السياسية للإسراع بتشكيل حكومة جديدة. ويخوض آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية في محاولة لقطع الطرق في بغداد، مع انتهاء مهلة كانوا حددوها للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وفي السياق، فضت قوات أمنية بالقوة متظاهرين معتصمين قرب طريق محمد القاسم السريع، وسط العاصمة بغداد، بحسب مصدر أمني. وأوضح المصدر أن "القوات الأمنية منعت المتظاهرين من التقدم باتجاه طريق محمد القاسم السريع، للحيلولة دون إغلاق هذا الطريق الحيوي والمهم الرابط بين بغدادومحافظاتالجنوب". وأضاف: "في مسعى منهم لتأمين الطريق، أطلقت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في ساحة الطيران لإجبارهم على العودة إلى ساحة التحرير، ما أوقع عشرات الجرحى". وأوضح شهود عيان: "منذ ساعات متأخرة من الليلة الماضية وفجر اليوم، انطلقت مجاميع من المتظاهرين بفرض إجراءات مشددة لإغلاق الطرق الخارجية الرابطة بين محافظاتبغداد وكربلاء والنجف وبابل والبصرة والناصرية وميسان وواسط والديوانية والمثنى، وقطع الجسور والضغط على الدوائر الحكومية بعدم الانتظام بالدوام وإيقاف الدوام في المدارس والجامعات، من أجل تلبية مطالب المتظاهرين لتشكيل حكومة جديدة". وذكر الشهود أن "الحياة شبه متوقفة وأن سحبا كثيفة من الدخان تغطي الشوارع على خلفية إحراق الإطارات، فيما رافق هذه الاضطرابات أعمال عنف ومصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين استخدمت خلالها الغازات المسيلة للدموع وخاصة في بغداد والناصرية". وأعلنت محافظات الناصرية والديوانية وبابل اليوم الإثنين عطلة رسمية خوفا من اتساع رقعة الاضطرابات رغم الانتشار الكبير للقوات الأمنية في الشوارع وفي محيط البنوك والمصارف والأبنية الحكومية. ويعد إيقاف إنتاج النفط الخام من حقل الأحدب النفطي الذي تديره شركة النفط الوطنية الصينية في محافظة واسط جنوب شرقي بغداد أحد أخطر ما تشهده البلاد من اضطرابات أمنية، فيما تشير وتيرة الاضطرابات إلى أن حقولا ومنشآت نفطية مهددة بالتوقف على خلفية قطع المتظاهرين الطرق المؤدية إلى حقول الإنتاج الكبرى في محافظاتالبصرة وميسان والناصرية. وذكر الشهود أن ساحات التظاهر تكتظ منذ ساعات الصباح بآلاف المتظاهرين وخاصة من طلبة الجامعات والمراحل الدراسية لدعم الضغط على أحزاب السلطة لتشكيل حكومة جديدة تتولى التهيئة لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد تعمل على إعادة كتابة الدستور وتحسين الخدمات وحل مشكلة البطالة والفقر. وعلى الصعيد نفسه أكد عضو تحالف الفتح في البرلمان العراقي النائب حمد الكناني في تصريح لوكالة الأنباء العراقية أن "الكتل السياسية ماضية في اختيار رئيس وزراء مستقل لا تنتمي جذوره لأي كتلة سياسية". وأضاف: "في حال اختيار رئيس الوزراء فإن البرلمان سيعقد جلسة حتى لو كان في عطلة تشريعية للتصويت على البرنامج الحكومي والتشكيلة الوزارية الجديدة". وقال مصدر طبي إن المواجهات استمرت طوال الليلة الماضية، ما أدى إلى اصابة نحو 20 شخصا بجروح. وكالات