أعلنت الصين، الأحد، تسجيل 17 حالة جديدة من الفيروس الغامض من سلالة « سارس »، منها ثلاث حالات خطيرة وسط مخاوف من تفشيه تزامنا مع عطلة السنة القمرية الجديدة، التي يتنقل فيها مئات ملايين الصينيين عبر كافة أنحاء البلاد. وذكرت سلطات مدينة ووهان أن الفيروس أصاب الآن 62 شخصا، وأن ثمانية أشخاص في حالة خطيرة، شفي منهم 19 وخرجوا من المستشفى، فيما يتلقى الباقون العلاج. وتتراوح أعمار المصابين من 30 إلى 79 سنة. وتوفي شخصان حتى الآن بسبب الفيروس، منهم رجل يبلغ من العمر 69 عاما، الأربعاء إثر تفاقم وضعه الصحي بعد خمسة أيام من إصابته بالفيروس. وذكرت السلطات، الأحد، أن بعض الحالات لم يكن لها تاريخ اتصال مع سوق المأكولات البحرية التي يعتقد أنها سبب تفشي الفيروس. ولم يتم التأكد حتى الآن من انتقال العدوى بين البشر، ولكن لجنة الصحة في ووهان لم تستبعد حدوث ذلك. وأبلغ أيضا عن تسجيل ثلاث حالات في الخارج، اثنتان في تايلند وواحدة في اليابان. ورغم عدم فرض قيود على حركة التنقل في الصين، إلا أن نائب عمدة ووهان كشف عن تركيب أجهزة الكشف عن حرارة الجسم في المطارات ومحطات السكك الحديدية ومحطات الحافلات في جميع أنحاء المدينة. وقال تشن كسيكسين في حديث للإذاعة الحكومية إن الركاب المصابين بالحمى يجري تسجيلهم وإعطاؤهم الأقنعة ونقلهم إلى المؤسسات الطبية حيث تم إجراء ما يقارب 300 ألف اختبار لدرجات حرارة الجسم. كما عززت السلطات في هونغ كونغ إجراءاتها على حدود المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، خصوصا عبر أجهزة الكشف عن حرارة الجسم. وعززت تايلاند من إجراءات الكشف، حيث سجلت حالتان من المرض، أيضا اجراءات المراقبة في مطاراتها مع اقتراب الاحتفالات بعيد السنة القمرية الجديدة (25 يناير)، وهي فترة حساسة تثير المخاوف من احتمال تفشي الفيروس. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستبدأ، اعتبارا من الجمعة، بفحص ركاب الرحلات الجوية القادمة من ووهان إلى مطار سان فرانسيسكو ومطار جون إف كينيدي في نيويورك، اللذين يستقبلان رحلات مباشرة من ووهان، وكذلك الرحلات التي تصل إلى مطار لوس أنجليس الذي يستخدم كمحطة عبور للعديد من الرحلات. ويثير الوباء مخاوف من عودة ظهور فيروس من نوع « سارس » شديد العدوى، الذي أودى بحياة حوالى 650 شخصا في الصين القارية وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003.