تم، اليوم الثلاثاء بطنجة، تسليط الضوء على التراث المعماري في المغرب، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني ال34 للهندسة المعمارية، المنظم من طرف وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين. وشكل هذا اليوم، المنظم هذه السنة تحت شعار « التراث المعماري، رافعة للتنمية الترابية »، مناسبة للتوقف عند إنجازات قطاع الهندسة المعمارية وإستشراف حلول مستقبلية قادرة على رفع التحديات المتعلقة بمتطلبات الاستدامة والنجاعة الطاقية. وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، « الدور الكبير والنوعي الذي يقوم به المهندس المعماري في تنمية البلاد »، معتبرا أنه « لا يمكن لبلادنا أن تحقق التنمية بمفهومها الشامل إلا بانخراط ومساهمة كل المهن بمختلف مجالاتها وتخصصاتها ». وأشاد السيد العثماني، في هذا الصدد، بالعمل الدؤوب وانخراط المهندسين المعماريين في النهوض بالعمران المغربي، مؤكدا أنه يتفهم مطالب هذه الفئة المهمة، كما أنه منفتح على كل أشكال التنسيق مع القطاع الوزاري المعني لمدارسة المشاكل والمطالب وكذلك المقترحات. وأكد على كون المهندسين شركاء للحكومة في قطاع التعمير وأنهم قوة اقتراحية في مجال تخصصهم، داعيا بالمناسبة إلى ضرورة تكريس ثقافة وقيم العمل والجودة واحترام القانون في المجتمع، كثقافة مواطنة تعلي من شأن الاجتهاد والإنتاج لأجل تقوية الثروة الوطنية. من جانبها، قالت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيدة نزهة بوشارب، أن يوم 14 يناير من كل سنة هو حامل لرمزية بالنسبة لكل أسرة المهندسين المعماريين ومهنيي القطاع، مشيرة في هذا الصدد إلى الخطاب الذي وجهه الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه للمهندسين المعماريين يوم 14 يناير 1986، والذي يظل مرجعا ويدل على المكانة المتميزة للمهندسين المعماريين. وأضافت السيدة بوشارب أن الرسالة السامية التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سنة 2006، إلى هيئة المهندسين المعماريين، هي دليل على الرعاية التي يوليها جلالته لهذه المهنة، مبرزة أن مهنة المهندس المعماري ترتبط بالتعمير، وأنها برهنت على مر السنوات على ابتكار هؤلاء المهنيين. وسجلت أن الوزارة سهرت، انطلاقا من أهمية الاحتفال بيوم المهندس المعماري، بتعاون وتنسيق مع المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، بتوسيع دائرة الاحتفال بتنظيم مهرجان الصناعة التقليدية، والذي ستحتضن هذه السنة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة دورته الثالثة، وذلك نظرا للمؤهلات التراثية والحضارية لهذه المدن، التي طبعت تاريخ المعمار المغربي على مر القرون. من جهة أخرى، أوضحت السيدة بوشارب أن اختيار طنجة للاحتفاء بهذا اليوم يعزى إلى الإمكانات الثقافية والتاريخية والسياحية الهامة، علاوة على الثراث العريق والمؤهلات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها المدينة، علاوة على المشاريع والأوراش الهيكلية وتعزيز الشبكة الطرقية والنقل الحضاري داخل طنجة. وبخصوص اختيار شعار هذه السنة، أبرزت السيدة بوشارب أن تثمين الثراث المعماري والحضاري لجعله رافعة للتنمية الترابية كان في صلب البرامج الحكومية والسياسات العمومية، التي ظل هدفها الأساسي البحث عن التوازنات والتكميلية بين الأقاليم من أجل محاربة الفوارق المجالية.