قال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للاحرار، محمد أوجار، إنه « يسكننا طموح لأن نعيد الاعتبار للعمل السياسي، فالسياسي ليس دائما هو مول الشكارة الذي تهمه الانتخابات فقط، ونحن اليوم نريد جيلا جديدا من السياسيين رجالا و نساءا هم أنتم ». كلمة أوجار التي جاءت في إطار القافلة التواصلية "100 يوم 100 مدينة" بمدينة كرسيف، واحدة من حواضر جهة الشرق، في ثامن أسبوع من إطلاق القافلة التي أطلقها رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، من مدينة دمنات يوم 2 نونبر الماضي، وهي القافلة التواصلية التي ستجوب 100 مدينة صغيرة إلى غاية متم شهر يونيو من العام المقبل، والتي يمكن اعتبارها بمثابة "استشارة عمومية" هدفها أن تشخيص أعطاب التنمية بالمدن الصغيرة والمتوسطة والخروج بتوصيات وخلاصات سيتم اعتمادها لبلورة البرنامج السياسي للحزب. أوجار، أضاف أن "الهدف من مبادرة 100 يوم 100 مدينة أن تحدث تغييرا جدريا للعمل السياسي"، مؤكدا أن "الفاعل السياسي عليه أن يتواضع وأن ينزل من أبراجه العاجية في العاصمة وأن ينزل إلى مدن العمق المغربي، بدون توزيع الوعود والشعارات وبدون احتقار ذكاء المغاربة". وتابع المنسق الجهوي بالشرق لحزب الحمامة، أن « بلادنا بفعل تبصر جلالة الملك حققت إنجازات كبيرة في ال 20 سنة الأخيرة، حيث تم فتح استراتيجيات اصلاحية واشتغلنا على حقوق الانسان وبناء المؤسسات ودولة القانون، كما حققت إنجازات على مستوى الفلاحة والصيد البحري والعدل والثقافة، وإذا استعرضنا ما أنجز يحق لنا أن نفتخر بما تحقق، لكن في مقابل ذلك يجب أن نقر أن مدينة كرسيف لم تستفد من هذه التنمية التي لم تصلها، فهناك من يعيش الفقر و الهشاشة ». وأمام هذا الوضع -يقول أوجار- لم ننزل أيدينا، بل انخرطنا في هذا النقاش لنبلور مساهمتنا نحن في الحزب، و لذلك قررنا أن ننتقل و نستمع للمواطن لنعرف ما يحول دون توفره على العيش الكريم ». وفي تقييمه لمستوى النقاش داخل أشغال الورشات، قال محمد أوجار « لمست مستوى من النضج والايجابية، ولمست أن شباب المدينة يريدون أن تتوفر لهم الصحة والتعليم والتشغيل ». ولم يفوت الفرصة ليعود بذاكرته قليلا إلى الوراء في إطار تحفيزه للشباب لينخرطوا في العمل السياسي « أنا ابن الشرق ودرست في جامعة محمد الأول، ثم اشتغلت مع أحمد عصمان وكنت أصغر وزير في حكومة التناوب، فعلت كل هذا بدون وساطة، ونحن اليوم في الحزب نريد أن نصنع منكم سياسيين ». ووجه أوجار في كلمته مجموعة من الرسائل، عندما قال « الثقافة السياسية تحتاج إلى النبل والأخلاق، نحن نعيش في مجتمع يواجه مصاعب في الحياة ومدينة كرسيف تواجه مصاعب في الصحة والتعليم والاستثمار ». وتابع « التعليمات التي أعطيت هي ألا نرفع الشعارات و نقدم الوعود، دورنا اليوم أن نستمع إليكم ونرفع مطالبكم ثم نعود إليكم لنشتغل على مطالبكم، نريد أن تتحول كرسيف إلى قطب فلاحي وقطب استماري و اقتصادي ». ولم يفوت وزير العدل السابق الفرصة للحديث عن ما يتم الترويج له مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي من خطاب عدمي، عندما قال « لا نريد أن نبقى في السلبيات ونبحث في الفيسبوك عن الاثارة، يجب أن نكون إيجابيين، و نحن نرحب بكم في حزب التجمع الوطني للأحرار و من لم نعجبه فليذهب لحزب آخر ». وتحدث أوجار عن أخنوش وقال « أبلغكم تحيات الأخ عزيز أخنوش. فنحن نعتز بهذا الرجل وبهذه الكفاءة السياسية و المقاولاتية و الأخلاقية، فهو بحكم وضعه يمكن ألا يشتغل في السياسة، لكن لمن سنترك هذه البلاد، فنحن نحاول جاهدين أن نصالح المغاربة مع السياسية، و لذلك فنحن نراهن على عبقريتكم ». وتابع متحدث عن أخنوش "لاحظتم الحملة الشرسة التي يتعرض لها عزيز أخنوش، لكننا رغم ذلك سنواصل المسار ولم ننزل أيدينا، فما نريده اليوم هو أن يكون لمدينة كرسيف مستشفى إقليمي و نواة جامعية و استثمارات، وهذه كلها أمور قابلة للتحقيق شريطة توفر العزيمة و الارادة الصادقة ». وختم كلامه قائلا « لما نستمع إليكم تعطوننا دفعة قوية لأننا خلف الملك، ونحن أيضا وراء أخنوش، سنضع قريبا برنامجنا الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي حتى نستجيب لتطلعاتكم وتصبح كرسيف مدينة مثل باقي المدن ».