قال عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، إن الحزب سعيد بأن يعطي انطلاقة برنامجه “100 يوم 100 مدينة” من مدينة دمنات إقليمأزيلال، وهي المدينة العريقة التي أنجبت رجالا ونساء ساهموا في تقدم وطنهم. وأضاف أخنوش، يوم السبت 2 نونبر 2019 بدار الشباب بدار الشباب الشهيد محمد الزرقطوني، أمام حوالي 300 مشارك في هذه المحطة الأولى من البرنامج، الأكبر من نوعه في المغرب، أن “100 يوم 100 مدينة” هو برنامج يعتمد المقاربة التشاركية من أجل الإنصات للمواطنين قصد التعرف على أولوياتهم، وكيف يرون مستقبل مدنهم، خاصة في ما يتعلق بقطاعات الصحة والتعليم والشغل والبنيات التحتية. وأوضح رئيس التجمع الوطني للأحرار أن هذا البرنامج الطموح سيمتد إلى غاية أواخر شهر يونيو 2020، وسيمكن من زيارة 100 مدينة متوسطة وصغيرة التي تعاني مشاكل القرية والمدينة، وذلك من أجل صياغة برنامج سياسي واقعي وعملي، بمقاربة تشاركية من المواطن وإليه. وتابع أخنوش أنه بهذه الطريقة، سيغيّر الحزب بشكل جذري نمط اتخاذ القرارات، مضيفا أن منافسي “الحمامة” حتى وإن قاموا باستلهام هذه المبادرة “فلا مشكل في ذلك طالما أن الأمر في مصلحة الوطن والمواطنين”. مبرزا أن حلول المشاكل القائمة تختلف من مدينة لأخرى، حسب خصوصية كل واحدة، وأن كل مدينة تتوفر على إيجابيات يجب تعزيزها وسلبيات يجب تجاوزها. وسجّل رئيس التجمع الوطني للأحرار أن حزبه لا يرى كل شيء باللون الأسود، بل على العكس، “مدننا تقدمت بشكل كبير مقارنة مع الوضع الذي كانت عليه قبل 20 أو 30 سنة”، مضيفا أن الوقت قد حان للخروج من الطريقة التقليدية لتطوير المدن، وذلك بالتركيز على البنية التحتية والتوجه أكثر نحو تحسين العيش اليومي للمواطن، وبناء الإنسان، عبر توفير الفضاءات الضرورية لممارسة الرياضة والثقافة والفن. وأشار أخنوش إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار، ، لا يريد من وراء هذا البرنامج ربح صوت الصناديق، بل ما يهمه أكثر هو الفوز بصوت المواطن. وأوضح بهذا الخصوص أن الاستحقاقات الانتخابية ما تزال بعيدة، ومع ذلك يجب على الأحزاب الجادة أن تنزل إلى الميدان وأن تنصت لنبض الشارع. هذا ولم يفوّت أخنوش الفرصة للرد على أعداء الوحدة الترابية عقب بعض الأحداث الأخيرة التي مسّت بمقدسات المملكة من خلال إحراق العلم الوطني، على أن "هاد البلاد فيها الله والوطن والملك"، مضيفا :”لي بغا يحرق الدرابّو راه بحال إيلا حرق المغاربة كاملين، ولي بغا يدير البوز على حساب المؤسسات يمشي يقلب على فين يديرو” ومن جهته قال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، إن الحزب قطع مع مرحلة التخطيط لبرامج حزبية سياسية خاصة بمدن المغرب، إنطلاقا من مكتبه المركزي للرباط. وأضاف، أن الحزب نجح بالفعل في الخروج من نهج صياغة التقارير المصاغة عن بعد، بنهجه لمبدأ اللاتمركز، والإنصات للمواطن في جميع ربوع المملكة انسجاما مع مساعي المغرب في جهوية موسعة. وأوضح العلمي أن “مبادرة 100 يوم 100 مدينة” مختبر لجمع المعلومات، وهي عملية يساهم فيها المواطن، وترجع منافعها إليه مباشرة، واعتبر أن انطلاقة المبادرة بمدينة دمنات، جاء لما تحمله من دلالة تتعلق بعمق الحضارة المغربية، والوطنية المشهودة لرجالها ونسائها. في موضوع آخر، أكد العلمي إيمان التجمع الوطني للأحرار بالمؤسسات ورموزها، رافضا المساس بها وبثوابت المملكة. وقال بهذا الشأن : “نختلف في الرأي وهو أمر محمود لكننا نجمع على أن وحدة مغربنا واحدة ووطننا وملكنا واحد وعلم بلادنا هويتنا ورمزنا، ومن يسعى لتشويه علم بلادنا لا حق له في ذلك”. وفي ذات السياق قال محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي للحزب، إن التجمع الوطني للأحرار، وفي إطار مبادراته ومقاربته الجديدة للعمل السياسي، قرّر جمع منخرطي الحزب ومتعاطفيه، وحتى غير المنتمين إليه في لقاء عمل، لطرح أفكارهم ومقترحاتهم في عدد من القضايا والمجالات. وأضاف بوسعيد أن العادة اقتضت أن يتم التخطيط للاستراتيجيات وبرامج العمل في مركز المغرب، دون إشراك المواطنين، مؤكدا أن التجمع الوطني للأحرار يدعو من خلال برنامجه هذا لمنح الفرصة للمواطنين في الجهات والأقاليم للمشاركة في وضع المخططات الوطنية وصنع القرارات. وأكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار يسعى من خلال هذه المبادرة إلى “قلب المعادلة عبر الإنصات لمشاكل ومعيقات المواطنين في ربوع بلادنا، وأخذ آرائهم بعين الاعتبار في مشروعنا السياسي” وأوضح بوسعيد أن الحزب يزور المدن والقرى ليس فقط لإلقاء الخطابات، وإنما للعمل على بلورة مشروعه السياسي، ليكون خارطة طريق تسهل أمام المدبرين للشأن العام مستقبلا عملهم في التجاوب مع قضايا وهموم المواطنين. وأشار عضو المكتب السياسي إلى أن لقاء اليوم عبارة عن ورشة عمل، ليدلي المشاركون ال300 بآرائهم، وليحددوا أولوياتهم وحاجياتهم في مدينة دمنات، مضيفاً أن الحزب يعتزم الترافع عن المخرجات، وجعلها حلولا تطبق على أرض الواقع. وحول اختيار مدينة دمنات لانطلاقة “100 يوم 100 مدينة”، قال بوسعيد إنها مدينة عريقة استطاعت برجالها ونسائها أن تبصم ماضياً مشرقا، لكن حاضرها اليوم يحتاج إلى المزيد من التفكير لاسترجاع ألقها وبريقها السابقين. وبدوره سجّل عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي للتجمع الوطني للأحرار ببني ملال خنيفرة، أن الحزب لم يحلّ بهذه المنطقة لتصريف مواقف سياسية بل هدفه الوحيد هو الإنصات للمواطنين. وأضاف الشطبي، أن ساكنة دمنات لبّت هذه الدعوة للحديث عن انتظاراتها في مختلف المجالات، كالصحة والتعليم والتشغيل والفلاحة وغيرها، على اعتبار أن كل مدينة تتميز بخصوصياتها وتحتاج إلى حلول ومبادرات تتلاءم مع هذه الخصوصيات. من جهته، أكّد المصطفى الرداد، المنسق الإقليمي للتجمع الوطني للأحرار بأزيلال، أن مدينة دمنات جسّدت تاريخيا قيم السلم والتسامح، وكانت تمثل في الماضي نقطة مهمة للقوافل التجارية بين مراكش وفاس. واعتبر أنه، بفضل التجمع الوطني للأحرار، وبفضل برنامج “100 يوم 100 مدينة” ستصبح مدينة دمنات نقطة التقاء بين الإقليم وبين المركز، مذكّرا بأن هذا البرنامج يؤكد أن “الأحرار” حزب الإنصات بامتياز، وحزب التواصل، إذ يبني جميع قراراته بعد العودة للقواعد والاستماع لنبض الشارع. وتابع، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه محمد وزمي، ممثل التنسيقية الإقليمية للحزب بأزيلال، أنه لا يمكن الحديث عن التنمية المحلية لأية منطقة دون إشراك ساكنتها، التي تعرف بشكل دقيق احتياجاتها ومكامن الخلل في مختلف القطاعات التي تتفاعل داخلها؛ مبرزا أن هدف الحزب هو المساهمة، بشكل تشاركي، في بناء مدينة الغد. أما المنسق المحلي للحزب بدمنات، سفيان عقابي، فقد أكد أن المدينة في حاجة للتدخل العاجل للنهوض بأوضاع ساكنتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وأشار عقابي إلى أن المدينة، التي تقع بمنطقة جبلية تتسم بطابعها القروي تزخر بمؤهلات طبيعية وموقع جيولوجي نادر هو مغارة “إمي نيفري”، وموارد بشرية ويد عاملة هائلة ومؤهلة، تعاني البطالة، ما يدفع أغلبية شبابها إلى الهجرة. وأوضح المتحدث ذاته أن عددا من البرامج القطاعية الحكومية ساهمت في تغيير واقع شريحة من المواطنين كمخطط المغرب الأخضر، الذي استفاد منه عدد من فلاحي المنطقة، بالمقابل لازالت عدد من القطاعات لم تنجح في الرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي لشريحة كبيرة من سكان المنطقة. وأضاف المنسق المحلي للحزب أن التعليم بالمنطقة يعاني من إشكالات تتمثل في مؤسسات تفتقر لأبسط وسائل وآليات التدريس، من حجرات غير مكتملة البناء وطاولات غير صالحة تشكل خطرا على سلامة التلاميذ، كما تفتقر المنطقة لدار الطالبة، التي من شأنها محاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات. وتابع عقابي أن المنطقة تنعدم فيها مشاريع اقتصادية تمتص البطالة في صفوف الشباب، وتساهم في التنمية المستدامة. وبخصوص الصحة، أوضح عقابي أن دمنات في حاجة إلى مستشفى إقليمي شامل الاختصاصات، وموارد بشرية كافية لتسديد حاجات الساكنة من العلاج. من جهة أخرى ثمن المتحدث ذاته، مبادرة الحزب المتعلقة بتنظيم ورشات عمل في إطار "100 يوم 100 مدينة" لتجميع المعطيات والمقترحات من المواطنين أنفسهم، وتضمينها في البرنامج السياسي للحزب، والدفاع عنها أمام الجهات المختصة من أجل تنزيلها على أرض الواقع. هذا وشهد اللقاء ورشات نقاش، هدفها الأساسي معرفة انتظارات المواطنين وتشخيصهم الدقيق لمواضيع محددة كالتعليم والصحة والشغل والبنيات التحتية وغيرها، بهدف الانكباب على هذه المعطيات المستجمعة، للخروج بتصورات واقعية وعملية بإمكانها تغيير الوضع للأفضل. يذكر أن “100 يوم، 100 مدينة”، هو برنامج سيتمد إلى غاية يوليوز 2020، وسيعرف زيارات ميدانية لمائة مدينة صغيرة ومتوسطة من تلك التي تعرف مشاكل القرية والمدينة. وعهد إلى محمد بوسعيد، المنسق الجهوي للحزب بالدار البيضاءسطات، الإشراف على هذا البرنامج على الصعيد الوطني، وذلك بتنسيق وثيق مع المنسقين الجهويين والإقليميين، بغية ضمان حسن سيره وتحقيقا لأهدافه المسطّرة. div class="a2a_kit a2a_kit_size_26 addtoany_list" data-a2a-url="http://www.azilal-online.com/?p=57445" data-a2a-title="أخنوش يعطي انطلاقة برنامج 100 يوم 100 مدينة من دمنات ويؤكد أن غايته إشراك الساكنة في تشخيص الأوضاع وأن "الأحرار" سيقوم ببحث الحلول المناسبة لها"