قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن مدينة الدارالبيضاء مدينة التناقضات وعلى كل من يتحمل المسؤولية في هذا البلد، من الحكومة إلى المجالس المنتخبة مرورا بالجهة وبالأقاليم والعمالات وغيرها، أن يتحمل مسؤوليته في النهوض بهذه المدينة مُنبها بأن الدارالبيضاء بقدر ما لعبت دورا رياديا كقاطرة للتنمية بقدر ما هي مُعرضة للتناقضات وكثير من المفارقات التي انفجرت في مراحل متفرقة من تاريخ البلاد. وذكر الأمين العام لحزب « الكتاب »، خلال كلمته في المؤتمر الجهوي للدار البيضاء يوم السبت 19 أكتوبر 2019، تحت عنوان « الجهوية رهان التنمية والعدالة الاجتماعية والمجالية »، مجموعة من الانفجارات الناتجة عن المفارقات الاجتماعية التي احتضنتها الدارالبيضاء، بدءا من سنة 1952 التي شهدت مظاهرات ب »كاريان سنطرال » وسنة 1965 التي عرفت بدورها مظاهرات حول قضية التعليم بقلب المدينة، مشيرا إلى أن الحزب الشيوعي كان له فيها إسهامات، كما شارك في كل النضالات والاحتجاجات، منها في سنة 1981 و1990 وصولا إلى احتجاجات حركة 20 فبراير سنة 2011، وهي كلها أحداث وحركات اجتماعية أساسية وفاصلة في تاريخ المغرب كانت مدينة الدارالبيضاء بؤرتها. وسجل بنعبد الله بأن الدارالبيضاء وقلبها النابض ومحيطها وضواحيها هي مدينة التنمية والصناعة والتطور والحداثة في كثير من الأوجه، لكنها في الوقت نفسه ما زالت تحمل نقائص وسلبيات وثغرات كبيرة خاصة بأحياءها الهامشية والمدينة العتيقة الكائنة بقلب البيضاء ومرس السلطان بأحياءه، كلها يضيف محمد نبيل بأنها لا زالت تعيش مظاهر الفقر والإقصاء والتهميش وبها مواطنون لا يجدون قوت يومهم يسدون به رمقهم من الجوع. ودعا بنعبد الله في ختام مداخلته كل رفاقه بالحزب إلى عدم نسيان هذه المفارقات الاجتماعية التي تعيشها المدينة مذكرا بأن مصير التقدميين مرتبط بضرورة الاهتمام والعناية بالبيضاويين ضحية التناقضات والذين يتجرعون مرارة الفقر والهشاشة وجعلهم في قلب اهتماماتهم ومسؤوليتهم. واعترف بنعبد الله بأن حزب التقدم والاشتراكية تراجع عن الاهتمام بهذه المفارقات، مشيرا إلى أن الحزب ومنذ التحاقه بالتكتل الحكومي والفترة التي قضاها في الأغلبية الحكومية بمزاياها وإيجابياتها الكثيرة جعلت الحزب ينقص من قدرته في تأطير الأوضاع والمواطنين، وهو ما دعا من رفاقه إلى استئنافه وهم في صفوف المعارضة.