عندما تكون الإرادة، يكون كل شيء، وهو ماينطبق كليا على الحدث الإستثنائي، الذي عاشته الجماعة القروية اثنين لغيات بإقليمآسفي، يوم الأحد الماضي، حيث التقت إرادتان قويتان، على حد تعبير نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، الأولى متمثلة في ساكنة الجماعات القروية المختلفة بالإقليم، والثانية في حزب التقدم والإشتراكية. وفي هذا السياق، حل وفد من قيادة حزب التقدم والإشتراكية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين للحزب بجماعة اثنين لغيات، حيث نظم لقاء تواصلي مع السكان، كان مناسبة للاستماع إلى نبضات السكان ومشاكلهم، والعمل بشكل تشاركي لإيجاد الحلول لها. من آسفي إلى جماعة (اثنين لَغْيَات). لاأحد كان يعتقد أن تلك الجماعة القروية الواقعة على الطريق الرئيسية رقم 1 الرابطة بين الدارالبيضاء وأكادير، ستصبح يوما ما حديث الجميع، وتتحول إلى موضوع يتحدث عنه الناس، لأسبوع وأكثر، وهم ينتظرون بزوغ فجر يوم الأحد، وكلهم حماس وشوق. لا حديث في آسفي إلا عن تلك الجماعة القروية التي كان يعبرها المسافرون يوميا عبر الطريق الوطنية، دون حتى أن يتوقفوا بها، وأن كل مايعرفون عنها، أن سوقها الأسبوعي ينعقد كل يوم إثنين، تم يستمرون شمالا أو جنوبا، لكن الأيام التي سبقت يوم الأحد الماضي، كانت كلها حديث غير عادي عن جماعة قروية لا تختلف كثيرا عن عشرات الجماعات القروية التي تنتمي لإقليمآسفي، سواء تلك التي رمى بها القدر على الطرقات الرئيسية، أو تلك المنعزلة على طرق ثانوية بعيدة، حديث عن جماعة عادية ستعيش حدثا غير عاديا يتمثل في استضافة قيادة سياسية لحزب وطني عريق، مع تمثيلية وزارية لقطاعات تُعتبر من أهم القطاعات التي لها ارتباط بعيش وحياة الساكنة، لذلك كان السؤال الذي يتبادله السكان بالمقاهي ومقرات العمل وبالأحياء الشعبية، «واشْ بَصَّحْ ثلاثة الوُزَارَا غادْييِن إيجِيوْ لْجَمَاعَة لَغْيَات ؟»، فيما آخرون يتحدثون بلغة العارفين المُطلعين بأن الجماعة ستزورها لجنة وزارية لإعداد مشاريع تنموية، والكثيرون يرددون أسماء وشخصيات، فيما انبرى آخرون لتصحيح الخبر، «راهْ السّيِ نبيل بنعبد الله ومعاه الوزارا وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية غاديين يديرو تجمع كبير بجماعة لَغْيَات «. في الطريق إلى جماعة لَغْيَات. لا تبعد جماعة لَغْيَات عن مدينة آسفي سوى بسبع وثلاثين (37) كلم إلى الجنوب، عبر جماعة «سبت جزولة» ومنها عبر الطريق الرئيسية رقم 1 إلى هناك، ومن هناك من آسفي عبر جماعة سبت جزولة، كان الجميع يلاحظ بأن الأمور غير عادية، وإن هناك حركة غير عادية لرجال الدرك الملكي ولعيون تراقب الطريق داخل سيارات متوقفة هنا وهناك، فيما كانت الأمور أكثر وضوحا بالشارع الرئيسي لجماعة جزولة، سيارات وحشود من الرفيقات والرفاق، وقفوا هناك على بعد 10 كيلومترات، يترقبون إطلالة الوفد المكون من قيادة الحزب السياسية لحزب التقدم والاشتراكية، ولأن الأمر له خصوصياته، فقد كان لزاما أن نتوقف هناك لنتبادل التحيات مع رفيقات ورفاق، جاؤوا ذلك الصباح من اليوسفية ومن آسفي و سيدي بنور والجديدة، كان الموعد هناك من أجل استقبال الأمين العام للحزب والوفد المرافق له، لتشكيل مسيرة تنطلق من هناك نحو جماعة لَغْيَات التي ستعيش الحدث وتنتظره بشكل كبير. في ضيافة ساكنة سيدي امحمد السباعي بعد 10 كيلومترات عن جماعة «سبت جزولة»، وبعد أن تركنا الرفيقات والرفاق ينتظرون وصول وفد قيادة الحزب، كان أول ما أثارنا قوافل من عربات تحمل رجالا ونساء وأطفالا وكأنه يوم السوق، مع أن اليوم كان يوم أحد، والعادة جرت بكون الحركة لا تشتد هناك وبالكثير من الجماعات إلا يوم السوق الأسبوعي، جرارات تجر وراءها عربات مملوءة بالرجال والنساء والشباب، هناك ازداد إحساسنا بأن الأمر فعلا يستحق التقاط صورة غير عادية لحدث غير عادي في يوم غير عادي، وقد كان ظاهرا للجميع بأن هناك خطب ما، تسبب في توافد تلك القوافل على الجماعة ، والتي كانت تتخذ طريقا واحدا موحدا، طريقا ثانوية تتفرع عن الطريق الرئيسية رقم 1، تربط الجماعة بالطريق الساحلية التي تربط الصويرية القديمة ومدينة آسفي عبر جماعة « المعاشات»، كانت تلك الطريق الثانوية غاصة بالراجلين وبالعربات وسيارات تحمل رجالا ونساء وأطفال، والوجهة مكان التجمع الجماهيري الذي اختير له منزل أحد أعيان لَغْيَات، وهو أمر عرفناه بمجرد وقوفنا أمام بوابة سكنى تزينت بالأعلام الوطنية وبصور الرفيق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وشعارات الحزب ورمز الكتاب، هنا تأكدنا بأن اليوم لن يكون عاديا وأن تلك الوفود وعلامات الزينة والفرح هي كلها من أجل قيادة الحزب التي ينتظرها الجميع. في ضيافة الحاج عمر محيب. ولجنا المدخل الرئيسي لإقامة رجل قيل عنه الكثير، رجل ترك بصماته في الحياة السياسية والمجتمعية بآسفيوالإقليم وحتى على الصعيد الوطني، رجل يقول بافتخار بأنه انطلق من الصفر، واستطاع أن يجد لنفسه مكانة من خلال دخول عالم السياسة والأعمال الحرة، رجل تبوأ مناصب متعددة بدء بمستشار جماعي تم رئيسا لجماعة لَغْيَات لسنوات، ومنها برلمانيا لولايتين، ورئيسا للغرفة الفلاحية وعضوا بمكتب جامعة الغرف الفلاحية، تم رئيسا للتعاونية الفلاحية «La CAM»، ولأنه مولع بالفروسية والتبوريدة، فقد أسس جمعية واستطاع الظفر بمنصب رئيس جمعيات الفروسية بإقليميآسفيواليوسفية، كما يشغل رئيسا لجمعية منتجي اللحوم الحمراء، رجل أصبح جزء من المعادلة السياسية لدرجة أنه أصبح رقما مضافا لا يمكن إغفاله بسبب صيته وعلاقاته والمكانة التي اكتسبها بين ساكنة جماعة لَغْيَات بكل دواويرها والدواوير المجاورة، بل له وجود بمختلف دواوير وجماعات الإقليم بسبب المسؤوليات التي تحملها أو المؤسسات التي كان عضوا بها، لذلك فإن الحاج عمر محب حين يستضيف قيادة الحزب، فإنه حتما سيكون في مستوى البيت الشعري الذي يقول «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»، وعلى قدر الرجل كان ذهولنا ونحن نلج الساحة المُجاورة لبيته الأقرب إلى القصور الفخمة، ببصمة أقرب للبساطة منها للفخامة، ساحة ضُربت فوقها السرادق والخيام، وتم تزيينها بأعلام وطنية وبلافتات تحمل عبارات الترحيب بالرفيق الأمين العام والوفد المرافق له، وأخرى تحمل شعار الحزب وشعار الاحتفال بالذكرى السبعين (70) لتأسيس الحزب، هنا زالت دهشتنا وهنا عرفنا بأن الرجل كان في مستوى استضافة قيادة حزب تستحق كل ذلك. رفيق يترأس لجنة التنظيم وتتبع كل شيء. في الوقت الذي كان فيه الحاج عمر محيب ونجله رشيد الذي يترأس مجلس الجماعة القروية «اثنين لَغْيَات « منشغلين باستقبال الحشود التي تتوافد على مقر سكناه الذي تحول إلى ساحة احتفال كبرى، كان هناك رجل يتحرك هنا وهناك، يعطي إشاراته ويوجه أفراد لجنة التنظيم والاستقبال، رجل يجري هنا وهناك، ينحني هناك، يتحدث مع المكلف بآلات الصوت والإنارة، يصافح هذا ويوجه سيارة أو وفدا لمكان الاحتفال، حين اقتربنا منه وجدنا أنه ليس سوى الرفيق عبد الإله شيكر، ذلك الشاب الذي ينتمي بالقلب والعقل لإقليمآسفي، لجماعة جزولة على الخصوص، فكان العناق والترحاب وانطلاق عملنا كإعلاميين لاستطلاع المكان ومعرفة أدق التفاصيل، فكان عبد الإله رفيقنا لاستكشاف المكان، انطلاقا من المنصة التي ستجلس عليها قيادة الحزب، ومكان الاستراحة، وأمكنة الجماهير إلى كان جزء منها يجلس حول الموائد وعلى الكراسي ساعات قبل وصولنا، قدم لنا تفصيلا مدققا عن كل شيء، ومنه عرفنا أن الرجل قضى أياما هناك لوضع خارطة طريق ليوم غير عادي، وهو ما استحق عليه شكر خاص من محمد نبيل بن عبد الله الأمين العام للحزب أمام آلاف المواطنات والمواطنين والرفيقات والرفاق، وتلك شهادة شرف واعتراف من قيادة الحزب على ما قام به الرفيق عبد الإله ليكون اللقاء الجماهيري بمستوى عال من الإحترافية والتنظيم، بحيث لم يترك أي أمر للصدفة. دخول رسمي واستقبال حماسي لقيادة الحزب. ما إن أعلنت الساعة الحادية عشر من صباح ذلك اليوم، حتى امتلأت الخيام بأكثر من 1500 مواطن ومواطنة، وتحت أنغام فن العيطة التي تترجم موسيقى المغرب العميق، والأهازيج وشعارات الحزب التي رددها رفاق ورفيقات إلى جانب عشرات الشباب ممثلين لمنظمة طلائع المغرب، بدأت الهواتف تتحرك والأخبار تتوارد على المكان، لقد وصل الوفد إلى سبت جزولة، هنا سارعت اللجنة التنظيمية لمراجعة كل شيء، ومعه وقف أعيان المنطقة وعدد كبير من رؤساء الجماعات القروية والمنتخبين والرفيقات والرفاق ممثلي المكاتب المحلية والإقليمية والجهوية للحزبعدة مدن، وفعاليات جمعوية وسياسية ونقابية، جميعهم اصطفوا أمام البوابة الرئيسية لمقر سكنى عائلة الحاج عمر محيب، وجميعهم كانت أعناقهم تتطلع للبوابة كلما هلت وسيلة نقل أو سُمع أزيز محرك سيارة نحو مكان اللقاء، ولم يطل الإنتظار طويلا، حتى سُمعت صفارات منبهات الصوت المتعالية، التي أطلقها الرفاق الذين كانوا قد استقبلوا قيادة الحزب انطلاقا من سبت جزولة، هنا كانت اللحظة التي وقفنا نراقبها في صمت وإعجاب، إنه الإستقبال الرائع الذي خصصته ساكنة جماعة لَغْيَات، وساكنة إقليمآسفي، فبمجرد ما ترجل الرفيق بنعبد الله من سيارته حتى وجد صفوفا بشرية في انتظاره، الكل يريد أن يصافح ويستقبل قيادة الحزب، فيما كان أول المستقبلين للرفيق الأمين العام، الحاج عمر محيب ونجله، تم تتابع الأمر بشكل رائع، عناق ومصافحات حارة، تنم عن حرارة الإستقبال وحفاوته، كما تدل على مكانة من تسابق الجميع لمصافحتهم وترديد الشعارات الحماسية ورائهم «بنعبد الله يا رفيق لازلنا على الطريق»، في الوقت الذي كانت فيه المجموعة الموسيقية تردد أغنية تحمل عبارات الترحيب التي ألهبت حماسة الجماهير التي غصت بها تلك الخيام والساحات الفارغة المجاورة لمكان اللقاء. استراحة ولقاء جماهيري من نوع آخر. كان لا بد من تخصيص وقت لاستراحة قيادة الحزب، بعد عناء الطريق، وبعد لحظات الإستقبال التي كانت أطول مما تصور البعض، زيادة على تسابق وسائل الإعلام الوطنية لاقتناص تصريح أو حوار مع الرفيق نبيل بنعبد الله أو مع أعضاء الوفد المُشكل من الرفاق: الأستاذ محمد الأمين الصبيحي عضو الديوان السياسي للحزب ووزير الثقافة، والأستاذ عبد السلام الصديقي عضو الديوان السياسي ووزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، والأستاذ أنس الدكالي عضو المكتب السياسي، والأستاذ سالم لطافي عضو المكتب السياسي، استراحة قصيرة، توجه بعدها وفد قيادة الحزب نحو مكان اللقاء الجماهيري، وهي لحظات من نوع آخر، تصفيقات وهتافات وشعارات الترحيب بالرفيق الأمين العام وكل مرافقيه، رجال ونساء، شباب وأطفال صغار، جميعهم وقفوا لتحية زعيم حزب جاءهم ذلك الصباح لربط الأواصر، لربط الماضي بالحاضر، للإستماع لإرهاصات سكان المغرب العميق، فكانت البداية بآيات بينات من كتاب الله عز وجل، اختار لها المقرئ آية كريمة تحض على التشبث بحبل الله والاجتماع عليه ونبذ التفرقة، «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقو واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا» ، آيات بينات كانت بداية للقاء جماهيري وترحيب عفوي بسيط من صاحب الضيافة والدعوة الحاج عمر محيب، تكلم ببساطة أهل البادية وبحنكة السياسي المجرب، ترحيب قدمه الحاج عمر نيابة عن كل ساكنة جماعة لَغْيَاتْ وكل ساكنة إقليمآسفي، خصوصا حين أكد بأن زيارة وفد القيادة السياسية لحزب التقدم والاشتراكية إنما هي لكل إقليمآسفي، فقط كان اللقاء بجماعة لَغْيَاتْ ، معقل رجال رجراجة الشرفاء، ترحيب بسيط، تبعته كلمة لنجله رشيد محيب رئيس جماعة «اثنين لَغْيَاتْ «، كلمة جمعت بين الترحيب وجمالية اللغة واختيار الكلمات بعناية فائقة، خصوصا حين قدم مجموعة من الإكراهات والمشاكل التي تعيشها الجماعة والإقليم ككل، وهو أمر أثار إعجاب الحضور وحتى الضيوف القادمين من مختلف جماعات ومدن الإقليم، فالشاب ورغم صغر سنه يملك تجربة برلمانية وتجربة التسيير الجماعي، استطاع أن يمرر مجموعة من المطالب المرتبطة بانشغالات السكان بكل تراب إقليمآسفي، تحد عن إكراهات ومعيقات التنمية بجماعة لَغْيَاتْ، ومطالب يحملها نيابة عن كل ساكنة إقليمآسفي حول المستشفى الجهوي محمد الخامس الذي يعرف اكتضاضا وخصاصا ومشاكل تعيق تقديم خدمات طبية لكل ساكنة الإقليم والأقاليم المجاورة، كما تحدث عن مشاكل التعمير، والتنمية الثقافية وقضايا التشغيل، وحلم ساكنة الإقليم بأن تعمد حكومة صاحب الجلالة والوزراء الذين يمثلون حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة بالعمل على دعم عجلة التنمية المحلية بالجماعة وبكل تراب الإقليم. كلمات وحماس ونجاح أبهر الجميع. بعدها، كان الجميع مع موعد كلمة الأمين العام للحزب التقدم والاشتراكية، والتي جعلت تلك الجموع تتابعها وتتفاعل معها بالهتاف والتصفيق والشعارات، لدرجة أنه وفي الكثير من المرات توقف ليعيد الكلمات والجمل، تأكيدا على صدق الخطاب وشفافيته، تحدث الأمين العام بتلقائية كبيرة وهو يتفرس تلك الوجوه القادمة من المغرب العميق، تحدث معهم عن معاناتهم ومشاكلهم وانتظاراتهم، تحدث معهم عن المغرب الجديد، بقيادة الملك الشاب، تحدث عن الإكراهات وما قدمه الحزب ومناضلوه من تضحيات لكي يصل المغرب إلى فترة يستطيع فيها حزب التقدم والاشتراكية أن يحيي لقاء جماهيريا دون منع ولا مضايقة كما كان عليه الأمر في وقت من الأوقات، تحدث عن تطلعات المواطنين ومواقف الحزب، تحدث عن الشراكات الممكن عقدها بين الحزب والمواطنين والفعاليات بمختلف نقط وجماعات الإقليم والوطن من أقصاه إلى أقصاه، تحدث الرفيق الأمين العام الذي قوطع طويلا وفي كل مرة بشعارات وتصفيقات وزغاريد وعبارات «الله يكثر من أمثالكم»، وعلى منواله تدخل محمد الأمين الصبيحي، وعبد السلام الصديقي، ليؤكدا للحضور الكريم بأن الحزب ومناضليه ورفاقه وممثليه بالحكومة، رهن إشارة كل ساكنة إقليمآسفي للمساهمة في دعم التنمية المحلية، ودعم الإقلاع الإقتصادي المتميز الذي بدأ يرى طريقه بعد زيارات ملكية سامية لإقليمآسفي، وهي كلمات زادت الجماهير حماسة وشرعوا إلى جانب أطفال وشباب منظمة الطلائع، بترديد شعارات حماسية، كانت إيذانا بانتهاء اللقاء الجماهيري الذي لقي نجاحا لا يمكن وصفه ، فقد وقف الجميع في تحية طويلة لقيادة الحزب التي كانت ترد على التحيات بأجمل منها. السلهام المغربي هدية الحاج عمر والساكنة لقيادة الحزب. لم يترك الحاج عمر محيب ولا الرفيق عبد الإله الشيكر، فرصة نهاية اللقاء الجماهيري، دون تقديم هدية تؤكد كرم المغاربة، كما وقع حين زار الأمين العام ووفد هام من قيادة الحزب وبرلمانيين، أقاليمنا الجنوبية بصحرائنا المغربية، فكانت الهدية التي تضاهي التجاوب الكبير الذي تم بين قيادة الحزب والمواطنين والأعيان ورؤساء الجماعات وبرلماني الحزب بإقليماليوسفية وفعاليات المجتمع المدني بإقليمآسفي، هدية تمثل أصالة المنطقة، وزيها التقليدي، هدية عبارة عن ما يسميه أهل البادية «البرنوس» أو السلهام المغربي، هدية أبى الحاج عمر محيب ونجله والرفيق عبد الإله الشيكر إلا أن يقدماها للرفاق أمام الحضور وتحت تصفيقاتهم، لتكون تلك الهدية قيمة مُضافة للقاء جماهيري حاشد، انتهى بحفل غذاء على شرف أكثر من 2000 ضيف جاؤوا من الكثير من نقط الإقليم ومن مدن أخرى مجاورة وبعيدة، خاتمة في انتظار تجديد اللقاء. لم تكن عودتنا لآسفي تحمل نفس التساؤلات، بل كانت عودتنا وعودة كل من حضر اللقاء الجماهيري، على إيقاع شريط رائع للقاء أروع، صدى الكلمات وقوة الخطاب وعفوية اللقاء وحفل الوداع الذي تم تخصيصه لقيادة الحزب، كل ذلك كان يمر بسرعة ونحن نقطع الطريق باتجاه آسفي، فيما كانت القيادة السياسية للحزب والرفيقات والرفاق والضيوف يقطعون الطريق عائدين وهم يحملون معهم نفس الشريط، عن لقاء لم يكن عاديا، بقيمة الأسماء التي حضرته، وما قيل فيه، لقاء كانت الكثير من العيون التي رصدت كل ما قيل فيه، وكل ما جرى خلال ساعات يوم كامل، عودة امتزجت بافتخار كبير واعتزاز غير مسبوق، بكون حزب التقدم والاشتراكية له جذوره بالمغرب العميق، بنقط نائية كانت حكرا على أحزاب إدارية، وبنفس الشعور ، كنا خلال الطريق نتحسر على من كان يراهن على فشل اللقاء وضعف الحضور، فكان الإنتصار، وكان الإعلان عن بداية أخرى للحزب في ذكراه السبعين، سبعون سنة من النضال الدائم، تم تجسيده ذلك اليوم بجماعة قروية دخلت التاريخ من خلال لقاء جماهيري بقيادة سياسية لحزب يزداد توهجا وانتشارا بفعل الوضوح والشفافية وعدم بيع الوهم للمواطنين.