فاطمة الزهراء غالم صرحت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوفي، مساء الأربعاء في مداخلتها في برنامج مباشر، أن الفيضانات الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق الجنوبية بالمغرب، ناتجة عن تغير مناخي أنذر به المجتمع الدولي منذ سبعينيات القرن الماضي. وقالت الوفي إن ما يشهده المغرب من كوارث نتيجة تغير في المناخ حقيقة، حملت على النقاس الذي رسم مسارين، أولهما لا للعودة، واتخاذ مسار ثاني متمثل في إجراءات عملية لتحقيق توازن بين الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة. وأضافت الوفي، ما علينا اليوم هو تصحيح المسار عبر ما يسمونه خبراء البيئة بالتكيف مع الواقع الجديد، وجعل القضية البيئية مسؤولية مشتركة ومتباينة بين جميع الأطراف. وأكدت خبيرة القانون البيئي والتنمية المستدامة حسنة كجي، على ضرورة تضافر الجهود الدولية والوطنية للتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية الناتجة عن تغير المناخ، مشيرة إلى أن العالم مُقبل على تخليد يوم عالمي للحد من الكوارث الطبيعية خلال أكتوبر المقبل. وذكرت حسنة كجي أن الأضرار الناتجة عن تغير المناخ تتفاوت حدتها بين العالم الحضري والقروي، وبين الأفراد أنفسهم، معتبرة أن النساء والأطفال والشيوخ هم الأكثر تهديدا بنتائج تغير المناخ العالمي الذي يدفع المغرب ثمنه كباقي البلدان النامية. ودعت كجي في مداخلتها إلى الإسراع في إيجاد آليات كفيلة لتأقلم الفلاح داخل العالم القروي مع الواقع المتحول الذي طال المجال الزراعي نتيجة التغيرات المناخية. وشددت المتحدثة نفسها على انفتاح الفلاحين والفاعلين المدنيين والمنتخبين المحليين بدورهم على محيط البحث العلمي حول قضايا البيئة والمناخ وتدبير الكوارث الطبيعية، لتمكينهم من المعلومة البيئية واكتساب معارف استباقية تمكنهم من التدبير والمواجهة، والتأقلم مع ما تشهده بلادنا من كوارث طبيعية، مشيرة أن البحث العلمي الذي تجريه الجامعات والمؤسسات الخاصة هو بوصلة التوجيه نحو المسار الصحيح لتكوين أطر قادرة مستقبلا على التعاطي مع معالجة المشكلات البيئية. من جهته أكد المنسق الوطني للائتلاف من أجل المناخ والتنمية المستدامة عبد الرحيم كسيري، أن تغير المناخ توضح من خلال ثلاث مؤشرات أساسية، أبرزها مقياس المحرار الذي سجل في السنة الحالية ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة منذ اكتشاف المحرار. وأشار كسيري إلى أن استهلاك أكثر من 8 مليون برميل من البترول كفيل بخلق الأزمة المناخية، وقال إن الإنسانية منذ ظهرت كانت دائما تستعمل وسائل نظيفة، لكن منذ الثورة الصناعية تحول الاستعمال إلى البترول والفحم الحجري بشكل متصاعد ساهم في زيادة حدة تغير المناخ. وأبرز كسيري، أن زيادة ملايير الإنسانية في قادم السنين، ستزيد معها حدة الاستهلاك والإنتاجية وبالتالي ستخلق المزيد من التلوث البيئي، مشيرا إلى أن خبراء البيئة العالميين اكتشفوا أن تغير المناخ يتزايد بوتيرة متسارعة في العقود الأخيرة، وحدته بدول العالم كما المغرب تخلق كوارث وفيضانات. و رجح المتحدث ذاته، المشكل في عمقه إلى السياسة التي ترفض التعامل الجدي مع القضايا البيئية لما لها من تبعات اقتصادية ومالية. وقال العامل المكلف بتدبير المخاطر بوزارة الداخلية، عبد الله ناصف، إن التغيرات المناخية تصنف في الظواهر القصوى معتبرا أن المغرب عرف أزمات بيئية من فيضانات وجفاف من قبل، إلا أن الوتيرة تضاعفت فأثرت على الجميع دوليا ووطنيا، وأن ارتفاع درجات الحرارة تم بوتيرة استثنائية سببت في وفاة أفراد ببعض الدول الأوروبية التي ألفت المناخ البارد. وأضاف ناصف، أن العالم كله يعاني من نتائج الكوارث القصوى لتغير المناخ، لكن الجديد بناءً على ما ورد في التقارير الدولية هو ارتفاع حدة ووتيرة التغيرات المناخية. وأوضح ناصف، أن المغرب ليس وحده من يعاني من هذه الظواهر القصوى، بل أغلب الدول آخرها إسبانيا التي شهدت فيضانات بسبب صواعق رعدية أدت إلى وفيات، الفرق يكمن في التعامل مع هذه الكوارث للتخفيف من حدتها ونتائجها.