تُواصل منطقة تندوف، إثارة الجدل كمعقل للإرهاب والصراعات المسلحة. آخر فصول هذا المشهد المتأزم كان اختطاف سائح إسباني على يد عناصر تابعة لتنظيم "داعش"، مما أعاد تسليط الضوء على التحالف غير المعلن بين البوليساريو والجماعات المتطرفة، وسط اتهامات للجزائر بالتواطؤ أو التغاضي عن هذا الخطر المتنامي. بحسب مصادر أمنية وتقارير إعلامية إسبانية أهمها صحيفة البايس، جرت عملية الاختطاف على مشارف مخيمات تندوف، حيث يقيم آلاف اللاجئين تحت سيطرة جبهة البوليساريو. العملية نُفذت بأسلوب منظم يعكس تطور أنشطة تنظيم "داعش" في المنطقة، الذي وجد في الصحراء الكبرى ملاذًا جديدًا لتنفيذ عملياته. السائح الإسباني، الذي كان في رحلة استكشافية للمنطقة، تعرض للهجوم أثناء مروره بالقرب من إحدى النقاط الأمنية المهملة التي تديرها ميليشيات البوليساريو. تم نقله إلى وجهة مجهولة، وسط غياب شبه كامل لأي استجابة من السلطات الجزائرية، التي تُعتبر الراعي الأساسي لهذه الميليشيات. تُثير منطقة تندوف العديد من المخاوف الأمنية، إذ تحولت بمرور الوقت إلى بؤرة لتجنيد وتدريب العناصر الإرهابية. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن العديد من قيادات البوليساريو لهم صلات وثيقة بجماعات متطرفة تنشط في الساحل الإفريقي، من بينها "داعش" و"القاعدة". وبينما تستمر الجزائر في تقديم الدعم المالي والعسكري للبوليساريو، تُغض الطرف عن التهديدات الأمنية التي تطال المنطقة، مما يزيد من الشكوك حول دورها في تسهيل انتشار الإرهاب. هذه الحادثة أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط الأوروبية، خاصة في إسبانيا، حيث طالبت منظمات حقوقية وحكومية الجزائر بتحمل مسؤوليتها عن أمن الأجانب في المناطق الواقعة تحت سيطرتها المباشرة أو غير المباشرة. وأشارت تقارير دولية إلى أن الدعم الجزائري للبوليساريو يُعد أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تحول تندوف إلى منطقة غير آمنة. في ظل هذه التطورات، يطالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الجزائر لوضع حد لدعمها للبوليساريو، والعمل على تفكيك شبكات الإرهاب التي تجد في تندوف بيئة خصبة للنمو. كما يدعو خبراء إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل. تبقى تندوف نموذجًا صارخًا للفشل الأمني والسياسي في مواجهة الإرهاب. ومع استمرار الصمت الدولي تجاه دور الجزائر في هذا الملف، قد تتزايد المخاطر لتتحول المنطقة إلى مركز دائم لزعزعة استقرار شمال إفريقيا والساحل الإفريقي بأكمله.