تكثر، في فصل الشتاء، حالات الإصابة بالأنفلونزا والزكام في صفوف الأطفال والبالغين، ويعمد العديد من الأباء والأمهات إلى شراء الأدوية من الصيدليات دون استشارة الطبيب ليصف الدواء المناسب للمرض. فقد يتسبب ذلك في حدوث مضاعفات على صحة المريض وظهور انتكاسة قد تهدد حياته. ويؤكد عبد الإله المدني، اختصاصي في طب الأطفال أن الطبيب وحده هو من يحدد تناول المضادات الحيوية من عدمه، مبرزا الفرق بين الباكتيريا والفيروس، فالأولى يقضي عليها المضاد الحيوي والعكس صحيح بالنسبة للفيروس. ويوضح الاختصاصي أنه في حالات الزكام العادية، لا تتطلب استعمال المضادات الحيوية. لكن، من الضروري التشخيص الطبي لتنجب المضاعفات، ولتحديد المضاد الحيوي المناسب لنوع الباكتيريا المصاب بها المريض. ويتأسف الطبيب المدني على سلوكات بعض الصيدليات التي تُغرق المريض بالأدوية، مما قد يتسبب في مضاعفات لا تحمد عقباها. ويوصي الاختصاصي في طب الأطفال بضرورة أخد الرضع والأطفال لجرعات اللقاح، مؤكدا أن انتشار عدوى الأذن التي تسبب العقم للأطفال في حالة عدم معالجتها، زد على ذلك الانتباه إلى تفشي فيروس العواية هذه الأيام. وتشير دراسات طبية أن الاستعمال الخاطئ للمضاد الحيوي قد يتسبب في مايلي: إمكانية حدوث تفاعلات حساسية خطيرة. إذ يمكن أن تتسبب هذه التفاعلات التحسسية في حدوث عواقب لا خطيرة، والتي لا تتطور في البدء إلا كحكة بسيطة أو طفح جلدي على الجلد. لكنها، قد تؤدي إلى الوفاة. وقد يضعف تناول الدواء بدون استشارة طبية وظائف الكبد. فلهذه الأدوية آثار جانبية يمكن مراقبتها عن طريق اختبارات الدم التي تسمى اختبارات وظائف الكبد. كما يجب على المصابين بأمراض الكبد تجنب المضادات الحيوية التي تتفاعل في الكبد. كما يمكن أيضا أن تسبب الفشل الكلوي. فهذه الأدوية يمكن أن تؤدي إلى فشل الأعضاء من خلال تأثيراتها السامة على الكلى، مما يؤدي إلى تطور الفشل الكلوي الحاد بسبب الأدوية المعطاة. وهذا الاحتمال مقلق لأنه يمثل حالة واحدة على الأقل من كل خمس حالات. ويمكن أن يسبب ذلك الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية. عادةً ما يوجد أكثر من 500 نوع من البكتيريا في الأمعاء وهي لا تسبب إزعاجاً، بل هي مفيدة. وتعمل المضادات الحيوية على تهييء البيئة لموت الفيروسات في هذه الفلورا الطبيعية ونمو البكتيريا الانتهازية، وبالتالي قد تحدث حالات كثيرة من الإسهال.